أوكرانيا.. إسقاط مسيرتين لروسيا ومقتل 5 بقصف شرق كييف

  • 11
الفتح - أرشيفية

قال الجيش الأوكراني اليوم الاثنين إن سلاح الجو أسقط طائرتين مسيرتين من إجمالي ثلاث مسيرات من طراز "شاهد" أطلقتها روسيا الليلة الماضية.

ولم تذكر هيئة الأركان العامة مزيداً من التفاصيل حول الهجوم في تقرير لها نشر على "فيسبوك". كما لم يتضح ما إذا كانت الطائرة المسيرة التي لم يتم اعتراضها قد أصابت هدفها.

وبصورة منفصلة، قالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن المعدات في محطة كهرباء فرعية في منطقة زابوريجيا بجنوب البلاد تضررت بعد هجوم بطائرات مسيرة. ولم توضح طراز الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم.

في هذه الأثناء، نقلت "وكالة تاس" الروسية للأنباء عن مسؤول بوزارة الداخلية قوله إن انفجاراً هز مقهى بمدينة فارونيش الروسية اليوم الإثنين. وأظهرت لقطات نشرتها خدمة "زفيزدا" الإخبارية النوافذ المحطمة لمقهى "إيسترن تي هاوس (بيت الشاي الشرقي)" في شارع لينين.

وقالت "مجموعة ماش" الإعلامية إن المقهى تعرض للهجوم في الساعات الأولى من الصباح عندما لم يكن هناك أحد في المكان.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الشرطة قولها إنها تجري تحقيقاً بعد ورود تقارير عن وقوع أضرار في المقهى.

5 صواريخ "تسيركون"

في كييف، قالت الإدارة العسكرية للعاصمة، اليوم الاثنين، إن روسيا استخدمت خمسة من صواريخ "تسيركون" الجديدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لمهاجمة كييف منذ بداية العام.

وقالت الإدارة في منشور على "تيليغرام"، إن هذه الهجمات هي من بين أكثر من 180 هجوماً روسياً بطائرات مسيّرة وصواريخ شنت على العاصمة الأوكرانية في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024.

وتقول روسيا إن صواريخ "تسيركون" التي أُطلقت من البحر يبلغ مداها 1000 كيلومتر وتنطلق بسرعة تسعة أضعاف سرعة الصوت. وقال محللون عسكريون إن سرعة الصواريخ قد تعني انخفاضاً كبيراً في وقت رد الفعل للدفاعات الجوية والقدرة على مهاجمة أهداف كبيرة وعميقة وصعبة.

وأكد الرئيس فلاديمير بوتين في خطابه السنوي إلى الأمة في 29 فبراير (شباط)، أن روسيا استخدمت صواريخ "تسيركون" في المعركة، من دون أن يذكر المواقع التي تم استهدافها. ووصف "تسيركون" بأنه ضمن جيل جديد من أنظمة الأسلحة التي لا مثيل لها.

وقالت إدارة كييف إن المدينة تعرضت أيضاً للقصف منذ بداية عام 2024 بستة أنواع أخرى من الصواريخ، منها صاروخ "كيه.أتش-101"، وهو صاروخ كروز يطلق من الجو وأطلق 113 منه حتى الآن.

فرنسا والصين

دولياً، أكدت فرنسا أنها تريد من الصين توجيه "رسائل واضحة" إلى روسيا في شأن الحرب التي تخوضها منذ عامين ضد أوكرانيا، وذلك خلال زيارة وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه إلى بكين اليوم.

وسعت فرنسا والصين إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية خلال الأعوام الماضية. ورحب وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال زيارته باريس في فبراير، بالموقف "المستقل" للرئيس إيمانويل ماكرون في السياسة الخارجية.

إلا أن باريس تسعى في الوقت ذاته إلى الضغط على بكين في ملف العلاقة المتقاربة مع موسكو، التي تعززت منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وتؤكد الصين أنها تتخذ موقفاً محايداً في هذا النزاع، لكنها لم تسلم من انتقادات الدول الغربية الحليفة لكييف، على خلفية عدم إدانتها الصريحة للهجوم الروسي.

في المقابل، تتخذ فرنسا في الآونة الأخيرة مواقف أكثر تصلباً في دعمها أوكرانيا، بلغت ذروتها مع رفض ماكرون في فبراير الماضي، استبعاد فكرة إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.

وقال سيجورنيه خلال زيارته بكين اليوم إن بلاده تريد "أن تبعث الصين برسائل واضحة إلى روسيا" في شأن الحرب. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره وانغ يي في بكين، "نحن على اقتناع بأن السلام المستدام لن يتحقق ما لم يتم التفاوض في شأنه مع الأوكرانيين"، متابعاً "لن يكون ثمة أمن للأوروبيين ما لم يتحقق سلام وفق القانون الدولي".

وأكد: "هذا أمر أساسي بالنسبة إلينا، ولذلك فرنسا مصمّمة على الإبقاء على حوار وثيق مع الصين"، معتبراً أنه في إمكان الأخيرة أن تؤدي "دوراً محورياً" في ضمان احترام القانون الدولي.

قصف روسي

وقال مسؤولون محليون اليوم الإثنين إن القصف الروسي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في مناطق مختلفة بشرق أوكرانيا على جبهة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين مع روسيا، كما قتل شخصان آخران في منطقة لفيف بعيداً من الجبهة.

وفي وسط مدينة خاركيف بشمال شرقي البلاد، وهي هدف متكرر للهجمات الروسية المكثفة على الطاقة والبنية التحتية الأخرى، قال الحاكم الإقليمي أوليه سينيهوبوف إن الهجوم استهدف البنية التحتية المدنية في المساء.

وقالت وسائل إعلام محلية إن قنابل جوية أسقطت على أماكن مختلفة من المنطقة. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وقال ممثلو الادعاء المحليون، في وقت سابق من أمس الأحد، إن قصفاً عنيفا أدى إلى مقتل رجل في بلدة بوروفا جنوب شرقي خاركيف.

وقالت الشرطة في منطقة دونيتسك بجنوب شرقي أوكرانيا إن القصف الروسي أصاب 14 بلدة وقرية، كما تم الإبلاغ عن مقتل شخصين في كراسنوهوريفكا غربي منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.

وسيطرت القوات الروسية على مدينة أفدييفكا في منطقة دونيتسك الشهر الماضي وحققت منذ ذلك الحين مكاسب صغيرة، لكن الوضع على طول الجبهة التي يبلغ طولها ألف كيلو متر لم يتغير إلا قليلاً منذ أشهر.

وامتدت الهجمات على البنية التحتية إلى ما هو أبعد من خط المواجهة. وقال ماكسيم كوزيتسكي حاكم منطقة لفيف إنه تم انتشال جثتين من تحت الأنقاض بعد هذه الضربة بصواريخ كروز. واستمرت أعمال الإنقاذ طوال اليوم في الموقع.

وعلى الحدود في منطقة بيلغورود الروسية، وهي هدف متكرر للقصف الأوكراني، قال الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف جلادكوف إن امرأة قتلت عندما تعرضت قرية حدودية لهجوم. ولم تتمكن "رويترز" من التأكد بشكل مستقل من روايات العمل العسكري من أي من الجانبين

روسيا تطالب بتسليم رئيس جهاز الأمن الأوكراني

قالت وزارة الخارجية الروسية أمس الأحد إن موسكو تطالب أوكرانيا بتسليمها جميع الأشخاص ذوي الصلة بـ "الأعمال الإرهابية" التي ارتُكبت في روسيا، بمن فيهم رئيس جهاز الأمن الأوكراني.

ورفض جهاز الأمن الأوكراني على الفور الطلب الروسي ووصفه بأنه "لا معنى له"، وقال إن وزارة الخارجية الروسية "غاب عنها" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صدرت بحقه مذكرة اعتقال دولية.

وأورد بيان للوزارة قائمة بحوادث عنف شهدتها روسيا منذ الهجوم على أوكرانيا في فبراير 2022 بما في ذلك تفجيرات قتلت ابنة قومي بارز ومدون متخصص بشؤون الحرب وحادث آخر أُصيب فيه كاتب بجروح خطيرة.

وأردفت أن التحقيق في هذه الحوادث أظهر أن "آثار هذه الجرائم تقود إلى أوكرانيا". وتابع البيان "سلمت روسيا مطالبها للسلطات الأوكرانية... بالاعتقال الفوري وتسليم جميع الأشخاص المرتبطين بالأعمال الإرهابية المعنية".

وقال بيان الوزارة إن من بين المطلوب تسليمهم رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيل ماليوك، الذي يعترف بأن جهازه كان وراء الهجمات على الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي. وسيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، وبُني الجسر بعد ضم المنطقة.

وجاء في البيان أن "الجانب الروسي يطالب نظام كييف بالوقف الفوري لكل دعم للنشاط الإرهابي وتسليم المذنبين وتعويض الضحايا عن الأضرار".

وأضاف أن "انتهاك أوكرانيا لالتزاماتها بموجب اتفاقيات مكافحة الإرهاب سيؤدي إلى محاسبتها بموجب القانون الدولي".

سخرية بلا معنى

قال جهاز الأمن الأوكراني إن المطالب الروسية "تبدو مثيرة للسخرية لأنها صادرة عن الدولة الإرهابية نفسها. لذلك فإن أي تصريحات صادرة عن وزارة الخارجية الروسية لا معنى لها".

وأشار بيان الجهاز إلى مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ما يتعلق بنقل أطفال أوكرانيين إلى روسيا وقال إن "المحكمة في لاهاي تنتظره".

وأشار البيان الروسي بطريقة غير مباشرة إلى واقعة إطلاق النار هذا الشهر على حشد من الأشخاص في قاعة للحفلات الموسيقية خارج موسكو والتي أدت إلى مقتل 144 شخصاً.

وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم، وقال مسؤولون أميركيون إن لديهم معلومات استخباراتية تظهر أن فرع التنظيم في أفغانستان، تنظيم "داعش -  خراسان"، هو منفذ الهجوم.

وقال محققون روس الأسبوع الماضي إنهم عثروا على دليل على أن المسلحين الذين هاجموا قاعة الحفلات الموسيقية على صلة مع "قوميين أوكرانيين". وتنفي كييف أي صلة لها بالهجوم.

ونقلت وكالات أنباء روسية الأحد عن ألكسندر باستريكين، رئيس لجنة التحقيق الروسية، وهي أهم هيئة تحقيق جنائي في البلاد، قوله إن العمل جار لتحديد المسؤولين عن الهجوم.

ضربات روسية تستهدف بنى تحتية أوكرانية

واستهدف قصف روسي مساء أمس الأحد بنى تحتية في أوكرانيا ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل في منطقة لفيف (غرب)، وفق ما أفادت السلطات الأوكرانية مؤكدة أنها أسقطت تسعة صواريخ وتسع مسيرات.

وقبيل ذلك أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط خلال الضربات الليلية تسعة صواريخ كروز وتسع مسيرات روسية من نوع "شاهد".

والأحد قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لا تمر ليلة أو يوم من دون أن يحاول الإرهاب الروسي تدمير حياتنا".

وقالت شركة الكهرباء الأوكرانية "أوكرينرغو" الأحد إن الجيش الروسي ضرب مجدداً البنية التحتية للطاقة خلال الليل، موضحة "استهدفوا محطات التوتر العالي في المناطق الجنوبية".

من جراء الأضرار تم تقنين التغذية بالتيار لمدة نحو ساعة ونصف ساعة في اثنين من أحياء أوديسا وفي منطقة قريبة، لكن الشركة عادت وأعلنت ظهراً رفع التقنين.

وأعلنت الشركة أن تدابير تقنين مفروضة في أنحاء أخرى بسبب ضربات، رفعت أيضاً لكن يمكن أن يعاد العمل بها في ساعات الذورة المسائية للمشتركين في منطقتي أوديسا وخاركيف، وللمؤسسات الصناعية في مدينة كريفيي ريه.

وأفادت القوات الأوكرانية في جنوب البلاد عبر "تليغرام" أن صاروخين روسيين أصابا مؤسسة زراعية في منطقة خيرسون بدون وقوع إصابات.

وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أصابت 1500 قذيفة مدفعية روسية 14 موقعاً في منطقة دونيتسك (شرق) ما أسفر عن مقتل مدنيَين على الأقل وإصابة خمسة آخرين وفق ما قالت الشرطة الأوكرانية الأحد.

وكثّفت موسكو هجماتها الجوية على أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة خصوصاً شبكة الطاقة، وتقول إن ذلك يأتي رداً على الهجمات التي تشنها كييف على مناطقها الحدودية.

من جهته، أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا عصر الأحد مقتل امرأة في قصف أوكراني لقرية دونايكا.