قصف روسي على جنوب أوكرانيا.. وزيلينسكي يتفقد التحصينات بخاركيف

  • 6
الفتح - زيلينسكي أثناء تفقده التحصينات

قال سلاح الجو الأوكراني ومسؤولون إداريون اليوم الأربعاء: إن روسيا استهدفت جنوب أوكرانيا بسبع عشرة طائرة مسيرة هجومية وصواريخ عدة، وإن الدفاعات أسقطت 14 مسيرة وصاروخين موجهين.

وذكر قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشوك عبر تطبيق "تليجرام": أن روسيا أطلقت أيضًا صاروخَي كروز من طراز إسكندر-كيه وصاروخًا باليستيًّا من طراز "إسكندر-إم"، لكنه لم يوضح مصيرها. وأضاف: أنه جرى تدمير صاروخين من طراز "كيه.إتش-59" أطلقتهما روسيا باتجاه ميناء أوديسا على البحر الأسود.

وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية على تطبيق "تليجرام" إنه جرى إسقاط 12 مسيرة فوق ميكولايف واثنتين فوق أوديسا.

ولحقت أضرار بالبنية التحتية للطاقة في ميكولايف نتيجة الهجوم؛ مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات. وقال الجيش: إن الهجمات لم تسفر عن سقوط قتلى.

زيلينسكي يتفقد التحصينات

في سياق متصل، حذرت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الثلاثاء من أنها ستحمل الصين المسؤولية إذا حققت روسيا مكاسب في أوكرانيا، بينما تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطوط التحصينات في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد، ووجه نداء جديدًا للحصول على دعم عسكري لحماية ثاني أكبر مدينة في البلاد من الهجمات الروسية المكثفة.

وزار زيلينسكي أمس الثلاثاء المدينة الواقعة على بعد 30 كيلومترًا من الحدود الروسية والمنطقة المحيطة بها، وسط ما وصفها بحملة تشنها موسكو لطرد الناس من المنطقة.

وشكر الرئيس السكان ورجال الأعمال على تحملهم التهديدات وبقائهم في المدينة والحفاظ على الحياة فيها. وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور: "تعزيز هذا الاتجاه مهم جدًّا، يجب على الإرهابيين الروس أن يروا أن خاركيف تزداد قوة".

وأضاف: "أنا ممتن لكل من عمل خلال الأسابيع الماضية على تزويد خاركيف والمنطقة بالمزيد من الكهرباء، وعلى توفير المزيد من الحماية في مواجهة الضربات الروسية".

وتعرضت خاركيف لأضرار جسيمة نتيجة القصف الروسي منذ الهجوم على أوكرانيا في فبراير 2022.

وتدهور الوضع هناك خلال الأسابيع الماضية؛ إذ بدأت القوات الروسية استخدام قنابل موجهة قوية في الهجوم على المدينة، فضلًا عن هجماتها المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وقال أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف إن القوات الروسية قصفت المدينة مرتين بالقنابل أمس الثلاثاء؛ مما أدى إلى نشوب حريق وإلحاق أضرار بالمباني وإصابة أربعة أشخاص.

تحديث دفاعات "هوك" الجوية

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية لوكالة "رويترز" أمس الثلاثاء: إن الولايات المتحدة الأمريكية ستبيع لأوكرانيا معدات بما يصل إلى 138 مليون دولار لصيانة وتحديث أنظمة "هوك" للدفاع الجوي؛ للمساعدة على الدفاع ضد الهجمات التي تشنها روسيا بطائرات مسيرة وصواريخ كروز.

وبدأت أمريكا في إرسال صواريخ هوك الاعتراضية إلى أوكرانيا عام 2022 كتحديث لأنظمة صواريخ الدفاع الجوي "ستينجر"؛ وهي منظومة أصغر ومداها أقصر.

ومنذ ذلك الحين، تتلقى أوكرانيا عددًا من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك نظام "باتريوت" الأميركي الصنع. وقال المسؤول طالبًا عدم نشر اسمه: إن قيمة المبيعات العسكرية الخارجية الطارئة أمس الثلاثاء بلغت ما يصل إلى 138 مليون دولار.

ورغم عدم استمرار الكثير من مصادر التمويل الأميركي لأوكرانيا، حصلت كييف على منحة تمويل عسكري خارجي بقيمة 300 مليون دولار في إطار مشروع قانون الإنفاق الدفاعي السنوي الذي تحول إلى قانون في الآونة الأخيرة. وستُستخدم أموال المنحة لدفع ثمن المعدات.

وفضلًا عن ذلك، يشمل البيع مكونات تجديد الصواريخ للوحدات القديمة والأدوات ومعدات الاختبار والدعم وقطع الغيار وغيرها. 

تحميل الصين المسؤولية

وحذرت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء من أنها ستحمل الصين المسؤولية إذا حققت روسيا مكاسب في أوكرانيا، بعد أن جددت بكين تعهداتها بالتعاون مع موسكو خلال زيارة نفذها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى العاصمة الصينية بكين.

وقال نائب وزير الخارجية الأميركي، المسؤول عن إعادة رسم السياسات الأميركية تجاه آسيا، كيرت كامبل: إنه بالنسبة للولايات المتحدة فإن الحفاظ على السلام والاستقرار في أوروبا هو "مهمتنا الأكثر أهمية تاريخيًّا".

ومع تعزيز موسكو هجومها على أوكرانيا وسط مأزق في الكونجرس الأميركي بشأن إقرار المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حذّر كامبل من أن المكاسب الروسية على الأرض يمكن أن "تغيّر ميزان القوى في أوروبا بطرق تُعتبر بصراحة غير مقبولة".

وقال: "لقد أبلغنا الصين مباشرة أنه إذا استمر ذلك فسيكون له تأثير على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، لن نجلس ونقول: كل شيء على ما يرام". وأضاف أمام "اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية" وهي منظمة تعليمية تعنى بالترويج للتفاهم بين واشنطن وبكين: أنهم سينظرون إلى هذا ليس كأنشطة روسية فقط، بل "مجموعة مشتركة من الأنشطة المدعومة من الصين وأيضًا كوريا الشمالية. هذا يتعارض مع مصالحنا".

وكان كامبل يرد على سؤال حول زيارة لافروف إلى الصين الثلاثاء، حيث أبلغه الرئيس "شي جين بينج" استعداد بكين لتعزيز التنسيق.

وروى كامبل أن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت المسؤولين الصينيين مسبقًا بمعلومات استخبارية تشير إلى عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا في فبراير 2022.

وقال كامبل: "لست متأكدًا من أنهم صدقونا تمامًا، أو ربما اعتقدوا أنه سيكون شيئًا أصغر وليس تحركًا ودفعًا شاملين". وأضاف كامبل: أن الصين اعتراها القلق لرؤية النكسات المبكرة لروسيا، وعملت على إعادة بناء "مجموعة متنوعة من القدرات" لموسكو. وتابع: "في البداية كان هذا مسعى دفاعيًّا لم يرغبوا برؤية تغيير في النظام"، لكن بعد أكثر من عامين من الحرب "أُعيد تجهيز روسيا بالكامل تقريبًا، وهي تشكل الآن تهديدًا كبيرًا في هجومها على أوكرانيا والمنطقة المجاورة".

وهددت واشنطن مرارًا بفرض عقوبات إذا اتخذت بكين المزيد من الإجراءات الجوهرية لدعم روسيا.

ويقول مسؤولون أميركيون: إن روسيا تحولت بشكل متزايد للحصول على الأسلحة من كوريا الشمالية وإيران -وكلاهما يخضع لعقوبات شديدة- لدعم حربها في أوكرانيا.

بوريل: الوضع في أوكرانيا صعب

من جهته، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الثلاثاء عن أسفه لعدم قدرة حلفاء أوكرانيا الغربيين على تزويدها بأنظمة الدفاع الجوي التي تحتاج إليها بشكل عاجل.

وأكد أن كييف طلبت أخيرًا من حلفائها إرسال سبع بطاريات دفاع جوي من طراز "باتريوت" لمساعدتها على مواجهة القصف الروسي لمدنها وبناها التحتية.

وأضاف بوريل في كلمة أمام منتدى نويفا إكونوميا: "من غير المعقول ألا نتمكن من توفيرها لهم، مع العلم أن لدى الجيوش الغربية نحو 100 بطارية صاروخ باتريوت، ومع ذلك لا نستطيع أن نزودهم بالسبع التي يطلبونها بشدة".

كما شدد على أن "الوضع في أوكرانيا صعب للغاية؛ الآلة العسكرية الروسية تعمل بأقصى طاقتها". وأكد أن "علينا أن نفعل المزيد وبسرعة لمساعدتهم في الحصول على القدرات التي يحتاجون إليها"، داعيًا الدول الأوروبية إلى زيادة قدراتها الدفاعية بسرعة.

وأشار جوزيب بوريل إلى أن نحو 80% من مشتريات الأسلحة تتم خارج الاتحاد الأوروبي، و80% من المشتريات من خارج الاتحاد الأوروبي تتم من الولايات المتحدة. داعيًا إلى وضع حد لهذا "الاعتماد".

وشدد على ضرورة تطوير أوروبا استقلالها في شؤون الدفاع والأمن، بما في ذلك داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وحذر قائلًا: "على المواطنين الأوروبيين أن يفهموا أن المظلة الأميركية التي حمتنا أثناء الحرب وبعدها قد لا تكون مفتوحة طوال الوقت، وربما يعتمد ذلك على من يحكم في واشنطن".

واعتبر المسؤول الأوروبي "أن احتمال نشوب حرب تقليدية شديدة الكثافة في أوروبا لم يعد ضربًا من الخيال، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنبها".