"برهامي": لابد من الجدية في تحمل المسؤولية وعلاج الخلل في بناء الشخصية على المستوى الفردي والجماعي

  • 103
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن إدراك أبناء الصحوة الإسلامية -بفصائلها المختلفة- لحقيقة الأزمة في تكوين الشخصية الإسلامية التي ندر وجودها هو الخطوةُ الأولى لصحة التعامل مع الموقف الخطير الذي تواجهه؛ فالذي يدرك أن سفينته تواجه الغرق سوف يكون سلوكُه وسرعةُ تحرُّكِهِ واستخراجُ طاقاته في البحث والعملُ على النجاة يختلف عن سلوك الذي يتعامل مع الموقف كقارئ صحيفة مستلقٍ على الفراش قبل النوم.

وأكد "برهامي" -في مقال له بعنوان "المذابح ضد المسلمين والمصير الرهيب" نشرته جريدة الفتح- ضرورة الجدية في تحمُّل المسئولية، وعلاج الخلل الحاصل في بناء هذه الشخصية على المستوى الفردي والجماعي، مشيرًا إلى أنه لا يصلح مِن الأفراد إهمالُ أنفسهم وجوانبَ شخصيتهم اغترارًا بصورة الالتزام دون حقيقته، أو اكتفاءً بصورة العلم دون حقيقته، أو إرضاءً للنفس بصورة العمل والسلوك دون حقيقته؛ مضيفًا: فبناؤك أيها الأخ الكريم مسئوليتُك أنت في المقام الأول؛ فإن وجدتَ من يعينك عليه أو ييسره لك فاحمد الله على ذلك، وإلا فاستعن بالله على استكمال جوانب النقص عندك، وإياك وتعليق الأخطاء على شماعة تقصير الآخرين، سواء عجزوا عن مساعدتك أم قصروا.

وتابع: كذلك لا يصلح للجماعة أن تهمل تربية أبنائها، أو أن تستغرق في بعض صور العمل الدعوي؛ فتجعلها على رأس قائمة الأولويات، بينما يوضع بناء الأشخاص في ذيل القائمة! وربما لا يوضع إلا في بعض الأحيان؛ مما يجعل هؤلاء الأفرادَ عُرضةً للأهواء، ويجعل حصونَ الصحوةِ الإسلاميةِ مهددةً مِن الداخل، مشيرًا إلى أن الصحوة الإسلامية تتعرض اليوم لخطر تغيير مسارها وطمس هويتها من خلال فقد الأساسيات في بناء شخصية قادتها ودعاتها ورموزها وأبنائها.

واستطرد "برهامي": فبعد أن تعرَّضت المجتمعات الإسلامية منذ عهود الاحتلال الغربي لتغيير المسار وطمس الهوية، وحافظت الصحوة الإسلامية على ثوابتها ومرجعيتها؛ صار الخطر اليوم على الصحوة ذاتِها ومِن داخلها بكيد أعدائها مِن الكفار والمنافقين أيضًا بلا شك، لافتًا إلى أن الهزيمة إنما تأتي مِن الداخل، {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].

وأكد نائب رئيس الدعوة السلفية أنه لا بد من أن نؤكد على ثوابتنا، ونربيَ أنفسنا وأبناءنا عليها في عمل متكامل لا يُهمِل جانبًا على حساب جانب، أو يفقد التوازن في الدعوة أو العمل أو الحياة عمومًا؛ حتى تصل الراية إلى أيدي الأجيال القادمة بيضاء نقية كما أوصلها سلف الأمة لأتباعهم.