بين تجاوز لسرعة وتعطل للفرامل وسوء لصيانة لقطارات المترو، تدور الأسباب حاملة على رأسها النتيجة المفضية بالكوارث، هذا ما يلخص أزمة بلد بأكملها؛ فما يزال الفشل و الإهمال يستشريان في جسد الدولة حتى مرضت وشاخت في شبابها، حاصدا أرواح المصريين البسطاء دونما مراعة لسيلان دماء الأبرياء ولا صياغة لقانون يعاقب المقصرين.
وتبادل المسئولون
الاتهامات حول وقوع الكارثة، حيث أكدت المعاينة الأولية للجنة الفنية لشركة مترو الأنفاق،
أن تجاوز سائق قطار مترو العباسية للسرعة المقررة أثناء دخوله محطة العباسية قادمًا
من ورش العباسية ليقوم برحلته مع وجود خطأ من مراقب الحركة، سبب تصادم القطار بالصدادات،
وتم نقل السائق لمستشفى عين شمس التخصصي.
بينما أشار أحد السائقين ويدعى "ريمون عادل أنور" صديق السائق المصاب، أصابع الاتهام إلى أن الإهمال من قبل المسؤولين والإدارة الهندسية لعدم وجود صيانة دورية للقطارات، مؤكدا تقدمهم بشكاوى كثيرة وعديدة ولكن دون جدوى.
وأضاف أنه أثناء
خروج السائق بالقطار من الورشة كان يسير بسرعة 20 كيلو حيث فوجئ بعدم وجود فرامل، ولم
يوجد أيضاً مراقب للوحة، مطالبا بمحاسبة المسؤولين بالإدارة الهندسية والمراقبين.
وفي السياق
ذاته، تخلى الجميع من عاملين ومسئولي هيئة
المترو من مسئولية الحادث، الذي كبد الدولة ملايين الجهات، كشف مصدر بالشركة
المصرية لإدراة وتشغيل مترو الأنفاق، أن الحصلية المبدئية لخسائر حادث اصطدام قطار
بحاجز محطة العباسية أمس الأحد، قاربت 41 مليون جنيه حتى الآن.
ونقلت"بوابة
الأهرام" أن الحادث تسبب فى تهشم العربتين الأولى والثانية بالكامل، وانقطاع كابل
الكهرباء المغذى للخط.
وأشار إلى أن توقف
حركة قطارات الخط أمس، تسبب فى خسائر بالإيرادات تخطت 700 ألف جنية، مؤكدا أن خلل فني
بالفرامل هو السبب الرئيسي وراء الحادث وليس سرعة السائق، مضيفا أنه سيتم إصلاح الكابلات
والاشارات الكهربائية فور الانتهاء من سحب الأجزاء المتقطعة.
وشهدت محطة
"العباسية" بالخط الثالث لمترو الأنفاق، أمس حادثة مروعة، حيث اصطدم
قطار أحد محطات المترو الخط الثالث بالمصد
الموجود في السكة في عربة المترو، والذي كان يسير دون ركاب، مما أدى إلى إصابة سائق
القطار، نقل على إثرها إلى مستشفى عين شمس التخصصي، يعاني من كسر بالجمجمة.
كما تسبب الحادث في إغلاق محطة مترو العباسية، واستدعاء الورشة الفنية للمترو لإزالة آثار الحادث وبقايا القطار المهشمة.
