قرى كفر الشيخ تعاني من تفشي الفيروسات الكبدية.. وقوائم الانتظار لا تنتهي

  • 1150
ارشيفية

تعد الفيروسات الكبدية من أخطر الفيروسات الوبائية هتكًا لصحة الإنسان، ولا تظهر أعراضها إلا بعد مرور نحو25 سنة على الإصابة، وتحولها جينيًّا.
تحتل مصر المرتبة الأولى عربيا وعالميا في ارتفاع نسب الإصابة بالفيروسات الكبدية سواء كان (c,B ) بنسبة 28%، و تعد نسبة مخيفة جدا مقارنة بالنسب الموجودة في الدول الأخرى التي لا تتخطى الـ10%، وتعد محافظات الدلتا عامة ومحافظة كفر الشيخ خاصة من أكثر المحافظات ارتفاعًا في نسب الإصابة، فقد تصل الإصابة إلى 40% من إجمالي عدد السكان، كما أن هناك قرى كاملة مصابة بالمرض من فوق سن الـ45.


قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بالمعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة، إن أهم أسباب ظهور وتشفي المرض خاصة في المحافظة هو (البلهارسيا) في أوائل الثمانينيات، عندما تم علاجها باستخدام حقن "الترتر إنترتيك"، والتي كان يستخدم فيها الحقن الزجاجية التي تحتاج إلى تعقيم كامل على درجة حرارة تصل إلى درجة الغليان، وهذا كان يأخذ وقتًا مما سبب إهمالا في هذا الجانب.


وأضاف عز العرب، من أهم أسباب الانتشار أيضا الممارسات الخاطئة الناتجة عن الجهل الصحي في الوقاية، كحلاق القرية الذي يستخدم ماكينة إضافة إلى موس واحد للجميع وينتقل بذلك العدوى، وعيادات السمنة واستخدام الإبر الصينية وعيادات الأسنان، وصالونات التجميل الجماعية، نافيا وقوع الإصابة بالفيروس من خلال المياه أو الأطعمة.


وأوضح أستاذ الكبد، أن عقار السوفالدي لا يعطى النتيجة المرجوة للعلاج وله أعراض جانبية على المريض، ويتم تناول عقار إضافي لتقليل نسبة الأعراض الجانبية له مثل الإنترفيرون و"السيمبرفير" و"اللبرباسفير".


وتابع: يوجد عقار "هارفونى" الذي يعد من أفضل العقاقير مقارنة بالنتائج والأسعار مع السوفالدي الذي يكلف الدولة كثيرا ويُتداول في الصيدليات بسعر 17 ألف جنيه، وهذا كله إرهاق مادي على الدولة ووزارة الصحة، مشيرا إلى أن هناك قصورا في الاستيعاب ببعض المراكز في المحافظات لعدم وجود ممارسين كافين، واختفاء التعاون الإعلامي للتوعية عن خطورة المرض وكيفية الوقاية.


وشدد الدكتور محمد عز العرب، على أهمية وجود أساليب صارمة وواضحة لمكافحة الفيروس بكل المراكز، وإشراك الدور الإعلامي ودور المنظمات المجتمعية ونشر آليات وإجراءات صحية سليمة، والعمل على توعية المزارعين وأهل القرى الأميين بخطورة المرض، والعمل على وقايتهم وأهمية الكشف المبكر على الفيروس لسرعة علاجه قبل وصولة لمراحل التليف، وتوفير لهم أدوات صحية معقمة كالمناظير وأدوات الأسنان، وتفعيل المبادرة المصرية لمكافحة الفيروس التي تتم بالفعل مع أكثر من جهة ومنها نقابة الصحفيين.


قال الدكتور هشام سعد، أخصائي الكبد والجهاز الهضمي وعضو اللجنة الطبية في حزب النور بكفر الشيخ، إن المحافظة تعد من أعلى الأماكن انتشارا للمرض حيث تصل النسب فيها إلى أكثر من 45% من أبناء المحافظة، وحزب النور نظم أكثر من حملة طبية للتوعية والحد من انتشاره في جميع القرى على مستوى المحافظة.


وأضاف سعد، أنه تم الكشف المبكر عليهم وتحويل المصابين إلى مركز الكبد ومستشفى العبور لاتخاذ اللازم وسرعة العلاج على نفقة الدولة التي وفرت عقار السوفالدي، وهناك قرى نسب الإصابة فيها تتعدى 60% ، ومن أكثر ما يواجه مركز الكبد في المحافظة هو كشوف الانتظار الطويلة التي يعانى منها أبناء المحافظة لعدم وجود استيعاب لجميع المرضى؛ مما يسبب استياء البعض.


وأشاد أخصائي الكبد، بدور المركز والدكتور محمد جلال مدير مركز الكبد، ووجود كفاءات في المركز على أعلى مستوى، وما نحتاجه فقط هو سرعة التوسع في مبنى المركز للارتقاء بالأداء وخفض نسبة الانتظار في الكشوف؛ فهناك مرضى تحجز وتنتظر بالشهور في الكشف لأن دورة العلاج تستغرق نحو 48 أسبوعا لكل مريض.


وأشار إلى أهمية مشاركة منظمات المجتمع المدني والأحزاب والهيئات المنوطة بالتعريف بخطورة المرض والحد من انتشاره لنجعل من مصر دولة بلا فيروس والقضاء عليه نهائياً.