بعد تشكيله.. من هم أعضاء المجلس السيادي الجديد في السودان؟

  • 66
البرهان وحميدتي

شكّل الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، مساء أمس الخميس، مجلس سيادة انتقالي جديد برئاسته، بحسب ما أعلن الخميس التلفزيون الرسمي.

ويضم المجلس الجديد 13 عضواً من بينهم تسعة كانوا أعضاء في المجلس السابق، وأربعة أعضاء جدد حلوا محل أعضاء المجلس السابق المنتمين إلى "قوى الحرية والتغيير"، التحالف المدني المنبثق من الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق عمر البشير عام 2019.

واحتفظ البرهان بمنصبه رئيساً لمجلس السيادة الجديد، فيما احتفظ الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوة الدعم السريع، بمنصب نائب رئيس المجلس.

قائمة الأعضاء القدامى الذين حافظوا على عضويتهم في المجلس الجديد، تضم أيضاً الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، والفريق الركن ياسر العطا، واللواء الركن إبراهيم جابر كريم، ورجاء نيقولا عبد المسيح، بالإضافة إلى الطاهر أبو بكر حجر، ومالك عقار والهادي إدريس يحيى.

أصبح عبد الفتاح البرهان في دائرة الضوء حين تولى قيادة المجلس العسكري الانتقالي في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير على يد الجيش في 11 أبريل 2019، إثر مظاهرات حاشدة استمرت خمسة أشهر.

وفي 12 أبريل 2019، أدى البرهان اليمين كرئيس للمجلس العسكري  بعد البشير.

وتولى البرهان منصبه بعدما تنازل الفريق أول ركن عوض بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري، بعد أقل من 24 ساعة في السلطة، تحت ضغط الشارع الذي كان ينظر إلى ابن عوف على أنه من داخل النظام، وحليف مقرب من الرئيس السابق.

وفي أغسطس 2019، وبعد تظاهرات ومفاوضات مع "قوى الحرية والتغيير" الذي قاد الاحتجاجات الشعبية، وقع المجلس العسكري اتفاقاً مع الائتلاف عُرف بـ"الوثيقة الدستورية" التي نصت على مرحلة انتقالية يتقاسم خلالها المدنيون والعسكريون السلطة لقيادة البلاد نحو انتخابات وحكم مدني.

وترأس البرهان بموجب هذا الاتفاق مجلس السيادة، الذي كُلف بالإشراف على إدارة المرحلة الانتقالية.

وفي 25 أكتوبر الماضي، أعلن البرهان حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلس السيادة وحكومة عبد الله حمدوك، الذي تم توقيفه لفترة وجيزة قبل الإفراج عنه، لينتقل إلى منزله حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية، كما أوقف عدد من وزراء الحكومة المدنيين، وبعض النشطاء والسياسيين.

 يقود محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، قوات الدعم السريع في السودان، وهو  أصغر كثيراً من أي ضابط آخر في المجلس العسكري (مولود في عام 1975)، وهو القائد الوحيد في المجلس الذي لم يتخرج من كلية عسكرية.

وكان حميدتي في بادئ الأمر مقاتلاً قبل أن يصبح قائداً لفصائل عربية مسلحة في إقليم دارفور، ثم أصبحت لاحقاً قوات الدعم السريع. ويُعزي نجاحه إلى حد كبير إلى علاقته الوثيقة بالرئيس السابق عمر البشير، بحسب وكالة "رويترز".

و"الدعم السريع" قوة مقاتلة جرى تشكيلها لمحاربة المتمردين في دارفور، ثم لحماية الحدود لاحقاً، تأسست كقوة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، وظلت محل اتهام بارتكاب انتهاكات، وعندما تفجرت الاضطرابات بسبب المصاعب الاقتصادية في ديسمبر 2019، قال حميدتي إن مطالب المحتجين مشروعة وانتقد الفساد.

وإدراكاً منه لصعوبة تمسك البشير بالسلطة في مواجهة انتفاضة شعبية، عمل على عدم مشاركة قواته في الحملة على المتظاهرين، والتي أسفرت عن سقوط عشرات المحتجين، بحسب "رويترز".

شمس الدين كباشي

يعتبر شمس الدين كباشي أحد القادة العسكريين البارزين في السودان، وتدرج في المناصب العسكرية، ونال رتبة فريق ركن مطلع عام 2017.

وفي عام 2019، تم تعيين كباشي من قبل الرئيس السابق عمر البشير رئيساً لهيئة العمليات المشتركة. وقبل ذلك تولى الكباشي منصب نائب رئيس أركان القوات البرية والتدريب السودانية وقبلها قائد الفرقة 17 مشاة بولاية سنار سنجة، ومدير كلية الحرب العليا بالأكاديمية العسكرية، بحسب موقع "أخبار السودان".

برز كباشي إلى واجهة الأحداث إثر تشكيل المجلس العسكري الانتقالي، عقب الإطاحة بالرئيس البشير، وأصبح رئيس اللجنة السياسية والناطق باسم المجلس، وكان الوجه الأبرز لإعلان بيانات المجلس الانتقالي في وسائل الإعلام.

ياسر العطا

يعتبر ياسر العطا من قادة الجيش المساهمين في عزل الرئيس عمر البشير خلال أبريل 2019، وأفادت وسائل إعلام سودانية بأنه ساهم بالقبض عليه، إذ كان يتقلد آنذاك منصب قائد القوات البرية للجيش السوداني.

عقب الإطاحة بالبشير، شغل الفريق ركن ياسر العطا منصب نائب رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، حتى تم تعيينه لاحقاً عضواً في مجلس السيادة الانتقالي.

وفي يونيو الماضي، تم تكليف الركن ياسر العطا بتشكيل قوة مشتركة لحسم التفلتات الأمنية في السودان.

وتتكون القوات المشتركة، من القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وقوات الشرطة، وجهاز المخابرات العامة، وممثل للنائب العام، وممثلين لأطراف العملية السلمية.

وقبل ذلك، شغل ياسر العطا منصب قائد الفرقة 14 مشاة في الجيش السوداني، كما  تولى منصب قائد قوات حرس الحدود.

إبراهيم جابر كريم

اللواء الركن مهندس إبراهيم جابر كريم كان أحد الضباط العشرة الذين شكلوا المجلس العسكري الانتقالي، واختير ضمن الضباط الخمسة لعضوية مجلس السيادة، الذي سيقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية.

رجاء نيقولا

كانت القاضية رجاء نيقولا العضو رقم 11 في مجلس السيادة الانتقالي، الذي تنص الوثيقة الدستورية على أن يتوافق حوله المجلس العسكري وتحالف "قوى الحرية والتغيير".

رجاء هي أول سيدة قبطية تتولى عضوية المجلس السيادي في السودان، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة في عام 1980، وبعد تخرجها بعامين، عُيَنت في وزارة العدل وتدرجت في الهيكل الوظيفي حتي تم ترقيتها لمستشارة بالوزارة عام 2005.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن رجاء ‏مثلت وزارة العدل في مفوضية مراعاة حقوق غير المسلمين.

الطاهر أبو بكر حجر

الطاهر أبو بكر حجر، هو محامي ورئيس "تجمع قوى تحرير السودان"، الذي وقع على اتفاق السلام مع الحكومة السودانية.

ولد حجر في إقليم دارفور، ودرس القانون في جامعة النيلين في العاصمة الخرطوم، وتقلد خلال تلك الفترة رئاسة اتحاد الطلاب.

عمل بالمحاماة، لكنه ترك عمله عام 2004 والتحق بحركة تحرير السودان، قبل أن يترك الحركة عام 2014، ويأسس "تجمع قوى التحرير"، الذي يعد الآن جزء من الجبهة الثورية، بحسب موقع "السودان أونلاين".

وفي 4 فبراير 2021، تم تعيين أبوبكر حجر عضواً في مجلس السيادة.

مالك عقار

مالك عقار هو قائد "الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال- الجبهة الثورية"، وهي حركة مسلحة تفرعت من من الحركة الأم، التي تمردت على السلطة المركزية في الخرطوم عام 1983.

في عام 2005، عيُن في منصب وزير الاستثمار في عهد الرئيس عمر البشير عن "الحركة الشعبية"، وظل في منصبه حتى 2011.

وفي عام 2017، انقسمت "الحركة الشعبية" إلى فصيلين الأول في قطاع الشمال ويقوده مالك عقار، والثاني يقوده عبد العزيز الحلو.

وانتخب عقار في وقت لاحق والياً لولاية النيل الأزرق، التي انطلق منها تمرده ضد الحكومة المركزية. وفي عام 2019، دخل عقار في مفاوضات مع الحكومة الانتقالية، عقب الإطاحة بنظام البشير. 

 والعام الماضي قاد عقار "الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال" للتوقيع على اتفاق السلام، ليتم تعيينه فيما بعد عضواً في المجلس السيادي.

الهادي إدريس يحيى

الهادي إدريس يحيى وهو "رئيس الجبهة الثورية السودانية" ورئيس "حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي".

و"الجبهة الثورية" تحالف يضم عدداً من الجماعات المسلحة، كادت أن تنقسم في عام 2018 بسبب الخلافات بينها، لتختار في عام 2018 التوحد مجدداً تحت رئاسة الهادي إدريس يحيى.

وفي سبتمبر 2019، أعلنت الجبهة مشاركتها في المفاوضات مع الحكومة الانتقالية، ووقعت فيما بعد اتفاق السلام، فيما تم تعيين رئيسها الهادي إدريس يحيى عضواً في مجلس السيادة.

أعضاء جدد

وتضم قائمة الأعضاء الجدد الذين تم تعيينهم في مجلس السيادة الانقالي الجديد، الزبير عبد القادر، الذي كان يشغل في وقت سابق منصب مدير عام وزارة البني التحتية والمواصلات، بحسب مواقع سودانية.

كما شغل الزبير منصب المدي التنفيذي لنهضة الولاية الشمالية، قبل أن يتم إعفاؤه من المنصب في أواخر 2019، بحسب وكالة أنباء "سونا".

قائمة الأعضاء الجديد شملت أيضاً سلمى عبد الجبار المبارك موسى، كممثلة لإقليم وسط السودان، بالإضافة إلى يوسف جاد كريم (ممثل كردفان) بحسب وكالة أنباء السودان، التي لم تتح معلومات عنهما.

 وكان أبرز أعضاء المجلس السيادي الجدد هو أبو القاسم محمد برطم، الذي الذي كان نائباً في البرلمان في عهد البشير وهو رجل أعمال يدير شركات تعمل في الزراعة والنقل، بحسب وكالة "فرانس برس".

وكان برطم استقبل "فرانس برس" عام 2020 في منزله المشاد على طراز البيت الأبيض في الخرطوم، للدعوة الى تطبيع العلاقات بين بلاده واسرائيل.

ووفقاً لوكالة أنباء السودان، فإنه من المقرر الإعلان عن عضو أخير بمجلس السيادة ممثلاً لإقليم 

شرق السودان"، لافتةً إلى أنه تم إرجاء ذلك إلى حين استكمال المشاورات بشأنه.