عقب يحيى الصافي الباحث والمفكر الإسلامي، على استطلاع الرأي الذي قامت به شبكة "البارومتر العربي" لصالح بي بي سي على 23 ألف شاب عربي وأوضحت أن نتيجته زيادة إقبال الشباب العربي على التدين مقارنة بعام 2018، قائلًا: بلاشك أن التدين هو أمر فطري مركوز في النفس البشرية، ولكن هناك مؤثرات تصنع ما يمكن أن نسميه دورات الالتزام الديني، قوة وضعفا، تمسكا وانحلالا، يقينا وإلحادا. ومن أخطر المؤثرات فى هذه الدورات الضعف الدعوي الذي أصاب الحركة الإسلامية والذي قد صاحب حالة من الاستقطاب السياسي والصراع بعد ثورات الربيع العربي فى البلاد محل الدراسة.
وتابع "الصافي" - في تصريحات خاصة لـ"الفتح"-: قد مهد هذا الاستقطاب الطريق لانتشار أصحاب الشبهات الإلحادية على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لبث سمومهم بين الشباب وصادف ذلك فراغا علميا ودينيا عند هؤلاء الشباب، كما أن تشويه الدعاة والعلماء والمصلحين الذي صاحب هذه الحقبة كان له أيضا أكبر الأثر في غياب القدوة عند الشباب الذين تقاذفتهم يد الغلو تارة ويد الانحراف الأخلاقي والإلحاد تارة أخرى.
وأشار إلى أنه في نهاية هذه الدورة التي شكلتها تلك المؤثرات لم يجد الشباب الراحة النفسية ولا الطمأنينة التي كان يجدها من قبل فى ظل الالتزام بالدين والمحافظة على الصلاة والوقوف على حقيقة معاني الربوبية التي زعزعتها شبهات الإلحاد ومعاني الألوهية التي زاحمها الطغيان المادي، مؤكدًا على أنه من هنا بدأت دورة الانحطاط تتباطأ وأخذ الشباب يفزع من جديد للدين ليجد فيه السكينة والنفس المطمئنة بعد الأزمات الاقتصادية وكثرة الموت بسبب الوباء.
ووجه الباحث الإسلامي، نصيحة للدعاة والمصلحين، قائلًا: الدعاة والعلماء والمصلحون لابد أن ينتبهوا لهذه المخاطر التي تحيط بالشباب، الذين هم وقود الأمة؛ لأن دور الدعاة هو أخطر الأدوار والذي يمثل الرافعة الحقيقة في عودة الدورة الإيمانية الجديدة والتي رصدتها الدراسة والتي في الحقيقة لا تخطئها عين.