عاجل

مليشيا الحوثي تواصل انتهاك الهدنة في اليمن

  • 46
الفتح_ أرشيفية

في الثاني من أبريل أوقفت الهدنة الحرب في اليمن، لتهدأ جبهات القتال، بينما نادت أطراف عدّة بالسلام، انطلاق من لحظة سريان الهدنة بين الشرعيّة اليمنيّة وميليشيا الحوثي التي تسيطر بقوة السلاح على العاصمة صنعاء منذ انقلابها على الشرعيّة في سبتمبر 2014.

مع مرور الوقت، يخفت الحديث عن السلام الدائم، لأنّ الميليشيا التي تُنفذ أجندة خارجية اعتادت على المراوغة، والالتفاف على المخرجات التي من شأنها أن تُنهي الحرب الطاحنة.

حيث ارتكبت الميليشيا الحوثية عشرات الخروق اليومية في مختلف الجبهات، مع شنّ هجمات عنيفة لا سيما في مأرب وتعز، بالتزامن مع حشد قوات إضافية إلى خطوط المواجهة في مختلف مناطق التماس. 

وارتكبت الميليشيا 2778 خرقاً حوثياً للهدنة الأممية، في مختلف جبهات المحور، تنوعت بين القصف المدفعي، وإنشاء تحصينات ومواقع جديدة، واستقدام تعزيزات قتالية، وشق طرقات، وزرع ألغام أرضية، وإطلاق طائرات مسيرة، إضافة إلى استهداف مواقع الجيش والأحياء السكنية.

كما فعّلت الميليشيا أداة إرهابية أخرى، لاستفزاز قوى الشرعيّة، وهي الاغتيالات التي طالما نفذتها في الداخل اليمني، ضد علماء ودعاة وقادة عسكريين، كان آخرها قبل أسبوعين، مع اغتيال القيادي العسكري الرفيع عبد الرزاق البقماء، الذي يشغل منصب قائد اللواء الأول في قوات "اليمن السعيد" التابعة للجيش الحكومي.

وقد عُثر على القيادي مقتولاً داخل سيارته في خط فرعي، شمال منطقة الراكة بمديرية الوداي شمال مدينة مأرب، وأشارت التحقيقات الأوليّة أنّ عملية الاغتيال تحمل البصمات الحوثيّة، نظراً إلى الدور البارز الذي خاضه البقماء للتصدي لمحاولات ميليشيا الحوثي لدخول مأرب خلال العام الفائت.

قائمة الاغتيالات 

في هذا السياق، يؤكد خالد خريم، الباحث اليمني وأحد أفراد عائلة البقماء، أن القيادي المغدور كان على رأس قائمة الاستهدافات الحوثية، لافتًا أنه سبق وتعرض لمحاولة اغتيال في عام 2020، بعبوة ناسفة انفجرت أثناء مروره بشوارع مدينة مأرب، وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على خلية حوثية متورطة في العملية.

وتابع خريم أنّ ميليشيا الحوثي لا تلتزم بعهد أو ميثاق وأنها لن تتوقف عن حلم السيطرة على كامل التراب اليمني، مشددًا على ضرورة اتخاذ ردود أفعال تناسب حجم الانتهاكات التي ترتكبها.

وأكد الباحث اليمني أنّ رجال مأرب وقادتها يدفعون ثمن التصدي للحوثيين، الذين بذلوا كل ما يستطيعون لكسر مأرب، وفرض الهيمنة الإيرانية عليها طوال شهور، لكن الميليشيا انكسرت على أسوار المدينة، لافتًا إلى أن "البقماء" دفع ثمن التصدي الأسطوري لهذه الميليشيا.

التزام مقابل الانتهاكات

خلال اجتماع بمقر المنظمة الأسبوع الفائت، أكد عبدالله السعدي مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، أن الحكومة وافقت على الهدنة الأممية وعملت على تمديدها، وأبدت الكثير من المرونة لتجاوز العقبات التي وضعتها جماعة الحوثي في استئناف الرحلات من مطار صنعاء ووصول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.

وطالب السعدي المجتمع الدولي والأمم المتحدة بممارسة المزيد من الضغط على الحوثيين لرفع الحصار عند تعز وفتح الطرق الرئيسية فوراً ودون شروط، والاستجابة لدعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار، وعدم استغلالها المعاناة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية.

وأشار إلى أن الحكومة استجابت لدعوة الأمين العام بإعلانها وقف إطلاق النار من جانب واحد، بينما تواصل جماعة الحوثي انتهاكاتها للهدنة وتصعد من هجماتها على محافظة مأرب.

من جهته، قال عصام بلغيث، الصحفي اليمني، الذي قضى 5 سنوات في سجون الحوثي، بعد انتقاد انتهاكات الميليشيا، إنّ الجماعة الحوثيّة لا تعرف الالتزام بالمواثيق، كانت هدنة أو مخرجات حوار، مؤكداً على أن الحوثيين ومن خلفهم مشغليهم في الحرس الثوري، استجابوا للهدنة تحت وطأة الإنهاك الذي يضرب الميليشيا، وأنهم يلتقطون الأنفاس، وسيعودون إلى عملياتهم العسكريّة متى سنحت الفرصة.

وأوضح أنه تعرض وزملاؤه للتعذيب داخل سجون الحوثي، بعد القبض عليهم في يونيو عام 2015  ولمدة خمس سنوات ونصف، واجهوا خلالها الأهوال، البعض نجا من المقصلة، لكن آخرين سقطوا قتلى تحت التعذيب، مطالبًا المنظمات الأممية بوضع الأمر في الاعتبار، وإجبار الحوثي على وقف الانتهاكات بحق الشعب اليمني كله.