قال الدكتور مختار غباشي، المحلل السياسي والأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية: إن قمة البريكس تعد نوعًا من التخلص من هيمنة النظام الاقتصاد العالمي، بل كان هذا هدفا أساسيا لتلك المجموعة منذ نشأتها، خاصةً أن قراءة هذا التجمع المبدئية وآلياتها ولادتها كانت بغرض تكاد تكون تكتل اقتصاديًّا في المقام الأول، لكن مفترض أن لها أبعادًا سياسية واستثمارية لاسيما في ظل لعبة توازنات القوى الإقليمية والدولية الآن، والصراع الدائر حاليًّا بين الغرب بقيادة أمريكا والصين وروسيا، وهو صراع ليس سهلًا وليس هينًا، وكذلك ليس من السهل التخلص من هيمنة النظام الاقتصادي العالمي.
وأضاف "غباشي" -في تصريح خاص لـ"الفتح"- أن هذه المسألة سيكون تأثيرها رهيبًا على الدولار خصوصًا إذا أُقرت العملة الموحدة لهذا التجمع في أي وقت؛ وواشنطن لن تقبل هذا بسهولة وستحاربه بشراسة، خاصة إذا علمنا أن هناك دولتين عربيتين كبيرتين وهما السعودية والإمارات العربية المتحدة أعلنتا رغبتهما في الانضمام لهذا التجمع، والإمارات انضمت بالفعل لبنك "بريكس"، وانضمت مصر إليه كذلك في مارس 2021م، وأُقر رسميًّا في مارس 2023م، وأمريكا منزعجة بشدة من وجود السعودية ضمن "بريكس" وكذلك انضمام الإمارات لبنك "بريكس"؛ لأنهما دولتان بتروليتان لهما رصيد واحتياطي مالي كبير، وأن تكون مبيعات هاتين الدولتين بعملة أخرى غير الدولار معناه وجود تأثير كبير على تلك العملة السحرية التي فرضت بها الولايات المتحدة الأمريكية شكلًا من أشكال السيطرة على الاقتصاد العالمي.