ثروات غرب إفريقيا تحت سطوة تغيير الولاء من فرنسا لروسيا

  • 19
الفتح - ثروات غرب إفريقيا

منذ 3 سنوات تتوالى الانقلابات في دول الساحل غرب إفريقيا، واتسمت بظروف ومشاهد متشابهة للغاية، كما تطابقت أحوال تلك البلاد ومعاناتها وثرواتها التي لم تستفد منها أيضًا، والأكثر دهشة أن كل هذه الشعوب تثور ضد استغلال دولة بعينها، ويرحب جميعهم بنفس البديل، ولذلك في هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز سمات دول الغرب الإفريقي التي شهدت انقلابات ونوضح خيراتها التي تكاد لا تستفيد منها.

بدأ أول تحرك في المنطقة من مالي في أغسطس 2020، عندما أطاح العسكريون بزعامة أسيمي جويتا بالرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا، ثم تشاد في أبريل 2021، استولى الجيش على السلطة بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي أثناء تفقد قوات تحارب المتمردين في الشمال، وبعدهم غينيا في سبتمبر 2021 أطاح قائد القوات الخاصة الكولونيل مامادي دومبويا بالرئيس ألفا كوندي، ثم بوركينا فاسو في يناير 2022، حيث أطاح الجيش بالرئيس روك كابوري واتهمه بالإخفاق في التصدي لعنف المتشددين، والنيجر في يوليو 2023 حين احتجز أفراد من الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم في قصره، وقالوا إنهم استولوا على السلطة لإنهاء الوضع الأمني المتدهور وسوء الحكومة، وأخيرًا الجابون عندما أعلن ضباط جيش الأربعاء 30 أغسطس 2023 الاستيلاء على السلطة وإلغاء نتائج الانتخابات بعد دقائق من إعلان فوز الرئيس علي بونجو بفترة رئاسة ثالثة.

وفي هذا السياق، قال المهندس أحمد الشحات الكاتب والباحث في الشئون السياسية، إن الانقلابات العسكرية في إفريقيا بوجه عام من سمات القارة نتيجة لعدم الاستقرار السياسي ونتيجة لوجود تدخلات أجنبية وأطماع في ثرواتها ووجود علاقات وطيدة ومستمرة بين رؤوس الأنظمة أو كثير منها وبين سلطات الاحتلال الأوروبية ومعظمها تابع لفرنسا.

وأوضح الباحث في تصريح لـ "الفتح"، أن الوقت الراهن يشهد صراع نفوذ كبير بين روسيا وفرنسا على هذه المستعمرات، مضيفًا أن بوتين يبدو أنه أخذ على عاتقه أن يزاحم الوجود الأوروبي والغربي في إفريقيا، لا لشيء إلا لينهب ثروات إفريقيا هو الآخر.

وأكد الشحات أنه ليست هناك سلطة احتلال بمختلف أشكاله يسعى للحفاظ على مقدرات وثروات البلاد التي يحتلها، مبينًا أن الاحتلال دائمًا يسعى إلى نهب هذه الثروات والاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة.

وبيَّن الشحات أنه يمكن فهم هذه الانقلابات على أنها صراع نفوذ وسيطرة بين الدول الكبرى المحتلة ومن ناحية أخرى يجسد حجم الخلاف ما بين الرؤوس المتحكمة في النظم الإفريقية داخليًا، موضحًا أنه مع استشراء الفساد وبيع الذمم تكون هناك خلافات كبيرة حول تقاسم الثروات وتوزيع عوائد النهب والسرقات، ومن ثم يترتب على ذلك خلافات حادة إما تؤدي إلى الاغتيالات أو تؤدي إلى الانقلابات العسكرية أو غير ذلك. 

فيما قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن دول إفريقيا مصابة بداء القبلية والعصبية للجماعة وليس للدولة، موضحًا أن الشعوب في إفريقيا لا تملك فكر الدولة الواحدة والراية الواحدة ولعل هذا أحد أسباب النزاعات والانقلابات في غرب إفريقيا.