أبناؤنا على فطرة حب المؤمنين

  • 31


لطالما راودنا القلق على أبنائنا وأبناء المسلمين من الفتن التي تحيط بهم من كل اتجاه، شعرنا بالأسف عليهم مرات ومرات خوفاً من التغريب، حتى حاول البعض منا غلق أعين أبنائه عن العالم من حوله، خوفاً من الفتن التي تبث في كافة وسائل التواصل فضلاً عن المجتمع من حولهم حتى وصلت للمدارس!، من تبرج ومعاصٍ ومجاهرة بها، ثم استيقظنا جميعاً على فاجعة فلسطين من قتل وسفك لدماء الصغار والكبار على مرأى ومسمع من الجميع، وفي وسط هذّه الأحزان تفاجأنا بردة فعل الأطفال في جميع دولنا العربية وفي مصرنا الحبيبة على وجه التحديد.

رأينا أطفالاً رجالاً يحزنون على ما يحدث في فلسطين، يدعون لهم ويرغبون في مساعدتهم، تجد بعضهم تخلى عن الحلوى المفضلة لديه تضامناً مع أهلنا في فلسطين ورفضًا لما يحدث من قتل وسفك الدماء لهم، والبعض غيّر صورته على الألعاب ليضع صورة فلسطين، وعزم آخرون على شراء علم الكيان الإسرائيلي وحرقه.

فطفلك الذي ظننته صغيرًا ولن يفهم تجده يعي ويفهم ويقلد زملاءه الأكبر، لنتأكد أن أطفالنا على الفطرة التي فطر الله الناس عليها والتي دفعتهم لحب المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم.

فدورك الآن عزيزتي الأم هو شرح قضيتنا لأطفالك؛ ليعلموا أن القدس إسلامية، وأن المسجد الأقصى بُني على الإيمان بالله ورسله، ثم ذكريهم بما ورد عن المسجد الأقصى في القرآن الكريم والسنة النبوية، كما ورد في قول الله عز وجل (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء 1.

والمسجد الأقصى هو بيت المقدس، وقد أفاض الله عليه مِن بركاته في الدين والدنيا، فجعله متعبَّدًا للأنبياء، ومهبطًا للوحي، وحفَّه بالأنهار الجارية، والأشجار المثمرة، وورد في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ تُشَد الرحَالُ إِلا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى" رواه مسلم.

ثم حدثيهم عن الحب والموالاة في الله والبغض والمعادة في الله، فالحب في الله من أوثق عرى الإيمان، ومن أعظم القواعد التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي، به يحصل الوداد والوئام بين الناس، فيتحابون ويتزاورون ويتناصحونويتناسبون ويأتمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر وبه يحققون معنى الإخوة ويجدون حلاوة الإيمان في معاملاتهم ومصاحباتهم ومعاشراتهم .

وقد روى أحمد عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي الله(، وربيهم على بغض اليهود والكافرين الذين يقتلون المسلمين كلما سنحت لهم الفرصة، واشرحي لهم قول الله عز وجل:لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم(، فاليهود قتلة الأنبياء والمرسلين، قتلة المسلمين على مر التاريخ، هم أعداؤنا ما حيينا، فالأقصى عقيدة، والفلسطينيون إخواننا، ونحن مطالبون بتوريث قضيتنا لأبنائنا