نساء المؤمنين في الشدائد

سناء الأشقر

  • 73

الآن وبعد مرور أسابيع من طوفان الأقصى ما زالتتدهشنا رؤية النساء وهن خارجات من تحت الأنقاض بكامل حجابهن أو يجرين بحثًا عن ذويهنوهن متمسكات بحجابهن، كما أدهشنا من قبل رفض خروج النساء من تحت أنقاض زلزال تركيا وسوريا دون حجاب، شتان ما بين نساء تخرج من تحت الأنقاض بحجابها وبين نساء تتفنن للخروج من بيتها بدون حجاب، وكأن لسان حال نساء غزة يقول: نحن مؤمنات أصحاب عقيدة، امتثالًا لقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) الأحزاب 59.

نتعجب من ثباتهن على هذه الحالة تحت القصف والقتل يرتدين حجابهن لئلا يظهرن على الرجال الأجانب إذا أصابهن القصف، فبرؤية حالهن هذا نفهم كيف بثبات أطفالهن على هذا الحال، طفل يردد أبي شهيد والآخر يردد أخي شهيد.

هذه المرأة المسلمة لطالما حاول الغرب هدم المجتمع الإسلامي عن طريق هدم حيائها وطمس عقيدتها، ولطالما عرف الغرب أن الأمهات الصالحات هن حصون الشرق الإسلامي؛ فعملوا ليل نهار على محاربة الحجاب وإظهاره على أنه رجعية وتخلف، ثم قاموا ودعموا كل من يحارب الحجاب من منظمات نسوية وغيرها؛ لعلمهم أن أول ما يحارب به المجتمع الإسلامي هو المرأة، فدون امرأة مسلمة صالحة كيف سيخرج جيل بهذه الصلابة على الأرض؟، أطفال صغار ولكنهم رجال فمن في سنهم لا يعرف سوى اللهو واللعب، ولكنهم تربوا على الإيمان بالله ورسله وعلى الدفاع عن دينهم وعقيدتهم.

فاصبرن نساء غزة إنكم على الحق وإنكم إن شاء الله لمنتصرون، ولكم في آل ياسر -رضوان الله عليهم - قدوة كانوا يعذبون، ومَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَاسِرٍ، وَبِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَأُمِّ عَمَّارٍ وَهُمْ يُؤْذَوْنَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَبْرًا يَا أَبَا يَاسِرٍ وَآلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ"، اصبرن وأبشرن نساء غزة بقول الله عز وجل: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة 155.

وانتبهن نساء المسلمين أنتن ركن أساس في المجتمع الإسلامي، فكيف بمجتمع بأساس هش؟! سيحاربه الأعداء من كل جهة، انتبهن نساء المؤمنين وتعلمن أمور دينكن وعلموا أولادكن، وعلموا غيركن، فقد سنحت لنا الفرصة وظهر الغرب على حقيقته المعادية للإسلام والمسلمين فالآن اظهروا هذه الحقيقة للمخدوعين بهم، أظهروها لأبنائكم ولشبابنا الذين كادوا ينخدعون بهم، وأعلموهم أننا منصورون بإذن الله فلا تيأسوا ولا تحبطوا، كما قال الله -عز وجل-(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) آل عمران 139.