قمة لتقريب وجهات النظر.. أبرز ملفات اجتماع الزعيمين بايدن وشي

  • 27
الفتح - الرئيسان بايدن وتشي

وصل الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية؛ لحضور قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمشاركة في اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (أبيك).

واستقبل حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين وممثلون أمريكيون آخرون، الرئيس الصيني في مطار سان فرانسيسكو الدولي؛ تمهيدًا للقاء الذي يأتي بعد اجتماعهما في بالي بإندونيسيا قبل نحو عام. 

وجذبت زيارة الرئيس الصيني لأمريكا اهتمامًا عالميًا؛ إذ تأتي في وقت تقف فيه العلاقات الصينية الأمريكية عند مفترق طرق حاسم، بحسب وكالة "شينخوا الصينية".

ويأتي لقاء الزعيمين الصيني والأمريكي في وقت يشهد الكثير من القضايا المثيرة للجدل بين البلدين، منها التعامل مع قضية البالون الصيني، واستهداف بكين الشركات الدولية، والقيود المتبادلة على التكنولوجيا المتقدمة، وتشير "سي إن إن"، إلى أن التوقعات بتحقيق اختراقات كبيرة في اجتماع الأربعاء منخفضة. 

كما تأتي الزيارة، في ظل محاولات الرئيس الصيني لإنعاش الاقتصاد الصيني المتعثر الذي لم ينتعش بالكامل بعد أزمة "كورونا"، وفي ظل أزمة سوق العقارات وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب. 

ويدخل الرئيس الأمريكي اللقاء مثقلًا بالتحديات الدولية، بدءًا من الحرب الروسية الأوكرانية، وحتى حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة واشتعال الأوضاع في الشرق الأوسط؛ إذ تشير "سي إن إن" إلى أن آخر ما يرغب به بايدن هو إشعال بؤرة عالمية أخرى تتعلق بالصين، في ظل منافسته على إعادة انتخابه العام المقبل. 

ويقول يون سون، مدير برنامج الصين في جامعة هارفارد، إنه في الوقت الذي يواجه فيه كلاهما تحديات داخلية وتحديات في السياسة الخارجية، هناك حافز أقل لهما لمحاولة ملاحقة بعضهما البعض وحافز أكبر قليلاً لهما لتحقيق الاستقرار في علاقتهما. 

أجندة الرئيس الصيني 

وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها في الداخل، فإن الزعيم الصيني قد يرى نفسه في وضع أقوى مقارنة ببايدن؛ إذ تنظر بكين إلى واشنطن باعتبارها مبتلاة باستقطاب سياسي عميق وفي حالة انحدار عالمي. 

وبحسب سي إن إن، يعتقد الرئيس الصيني أن الولايات المتحدة تريد تحسين العلاقات مع الصين وقد استجاب لذلك؛ إذ تعتقد بكين أن واشنطن هي التي يجب عليها إجراء تصحيح في موقفها تجاه الصين.

ويرى محللون أن إحدى القضايا التي تتصدر قائمة "شي" هي سعي الولايات المتحدة لتنويع سلاسل التوريد لتقليل الاعتماد على التصنيع الصيني، وهو محرك اقتصادي، وجهودها لتقييد وصول الصين إلى أنواع التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة ذات الأهمية الحيوية للاقتصاد الصيني العالي. - الصناعات التكنولوجية وتحديث جيشها.

وترى بكين أن هذه الجهود، التي تشمل فرض قيود على بيع الرقائق المتقدمة للصين وحظر بعض الاستثمارات التكنولوجية الأمريكية في الصين- إجراءات صارخة لقمع صعودها، وليست إجراءات الأمن القومي الضيقة والمستهدفة التي تدعي إدارة بايدن أنها كذلك، وردت الصين بضوابطها الخاصة على المواد الطبيعية المستخدمة في تصنيع المنتجات التكنولوجية.


ومن المرجح أيضًا أن يدفع شي بايدن للحصول على ضمانات بشأن السياسة الأمريكية تجاه تايوان، خاصة وأن الولايات المتحدة عززت دعمها للجزيرة في السنوات الأخيرة. 


وستكون الرحلة إلى كاليفورنيا أيضًا فرصة لشي لتعريف رجال الأعمال الأمريكيين بفكرة مفادها أن الصين تظل مكانًا للفرص وملتزمة بالإصلاحات الداعمة للأعمال التي أدت إلى صعودها السريع في العقود الأخيرة، وهي الفكرة التي يتوقع أن يؤكدها الرئيس الصيني، خلال خطابه أمام قادة الصناعة الأمريكية خلال حفل عشاء هذا الأسبوع، على الرغم من أن بكين لم تؤكد ظهوره بعد.


وبحسب "سي إن إن"، تراجعت ثقة الأعمال في الصين في السنوات الأخيرة في أعقاب الضوابط الصارمة على الوباء ومع قيام شي بتعزيز سيطرة الدولة على الاقتصاد وتوسيع قانون مكافحة التجسس الغامض والبعيد المدى بالفعل. وأدت سلسلة من المداهمات والاعتقالات التي طالت شركات دولية إلى زيادة مخاوف الشركات الغربية بشأن مخاطر ممارسة الأعمال التجارية هناك.


وتُعد أزمة تايوان أحد أبرز أسباب تدهور العلاقات الصينية الأمريكية في السنوات الأخيرة، إذ أنه رغم تأكيد أمريكا على تأييدها لمبدأ "صين واحدة"، تسعى إلى تعزيز دفاعات تايوان ضد أي هجوم صيني مُحتمل، بما في ذلك تدريب قواتها، وفقًا لما قاله أعلى مسؤول للأمن القومي في تايبيه في تصريحات من المرجح أن تثير غضب بكين مع استعداد شي جين بينج لقمة مع الرئيس جو بايدن، حسبما ذكرت وسائل إعلام تايوانية.


وقال ولينجتون كو، الأمين العام لمجلس الأمن القومي للرئيسة تساي إنج وين، في أول إحاطة له مع الصحفيين الأجانب الثلاثاء، إن التعاون الأمني بين واشنطن وتايوان يغطي "جميع الجوانب.. إنهم لا يناقشون ذلك معنا فحسب، بل يتخذون إجراءات فعلية".


وأضاف "كو": "يمكنني فقط أن أقول، إنهم يستخدمون جميع الطرق الممكنة لمساعدتنا، سواء كان ذلك في التدريب أو بناء قدرات القتال غير المتماثلة".


تحديات تنتظر القمة


وعلقت صحيفة " فاينانشال تايمز" البريطانية قائلة، إن تأكيد تايبيه علنًا على المساعدة العاجلة من واشنطن والإشارة إلى تدريب القوات التايوانية، يُمكن أن يخلق احتكاكات إضافية عندما يلتقي بايدن مع شي في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في سان فرانسيسكو.