عاجل

كيف نلجأ إلى القرآن لنحقق الثبات على الدين؟ "أحمد فريد" يوضح أسباب الثبات.. فيديو

  • 70
الفتح - الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: إن من أعظم أسباب الثبات اللجوء إلى القرآن، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32]، موضحًا أنه كان يمكن أن ينزل القرآن جملة واحدة على قلب نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ولكن نزل منجما بحسب الوقائع، على مدى سنين البعثة المباركة، في 23 عاما؛ من أجل تثبيت النبي وتثبيت الصحابة الكرام.

وأوضح "فريد" -في مقطع مرئي له عبر موقع "أنا السلفي"- أن القرآن أعظم عوامل الثبات لعدة أمور، وهي:

الأمر الأول: أنه يتضمن القصص القرآني، قال تعالى: {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120]، متابعًا: فاشتمال القرآن على القصص، وبيان أن النهاية واحدة في قصص الأنبياء عموما، وهي سنة من سنن الله -عز وجل- أن العاقبة للمتقين.

وأكد أنه لابد أن تكون العاقبة في الدنيا والآخرة للمتقين، ولا يمكن أن يسلم الله -عز وجل- أولياءه لأعدائه يقضون عليهم قضاءً نهائيا، بل لابد أن تبقى بقية تكون لها العاقبة، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يهزم المسلمون في جولة من الجوالات، كما حدث يوم أحد؛ من أجل التربية والتمحيص ومن أجل أن يتخذ الله ما يشاء من الشهداء.

الأمر الثاني: القرآن يزيد الإيمان، قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124]، لافتًا إلى أنه مهما ازداد الإيمان، وثبتت شجرة الإيمان في قلب المؤمن، فإنها تقوى على مواجهة عواصف الشبهات وعواصف الشهوات.

الأمر الثالث: القرآن يعالج ما في القلب من شبهات وشهوات، قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]، مضيفًا: فهو شفاء لما في الصدور من أمراض الشبهات والشهوات، وكلما سلم القلب من هذه الأمراض، فإنه يَقوى على مواجهة الفتن؛ لأن المريض يضره ما لا يضر السليم، قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]، أي مرض الشهوة.

رابعاً: القرآن يشتمل على الترغيب والترهيب، قال تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49،50]، فمن الناس من يأتي بالترغيب، ومنهم من يأتي بالترهيب، موضحًا أن القرآن يشتمل على الترغيب والترهيب، والمؤمن إذا رُغّب في الخير رغب، وإذا خُوف من الشر هرب، ولا خير في من إذا زجر لم ينزجر، وإذا أمر لم يأتمر، مشيراً إلى أن اشتمال القرآن على الترغيب والترهيب يقوي القلب على مواجهة فتن الشبهات والشهوات.

وتابع مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: فاللجوء إلى القرآن في مثل هذه الفتن، وهذه الأيام، لا شك أنه مهم جدا، تلاوة وتدبرا والقيام بالقرآن ودراسة تفسير القرآن وتعلم القرآن وتعليمه، والاستشفاء به، كل هذا من اللجوء إلى القرآن، وهو أعظم أنواع الثبات على دين الله عز وجل.