حركات دارفور المسلحة تعلن انضمامها للجيش السوداني.. وتقرير يستعرض النتائج والتداعيات

  • 163
الفتح - أرشيفية

سلط تقرير بحثي الضوء على إعلان حركات دارفور المسلحة انضمامها للجيش السوداني، ومدى تأثير ذلك على الأوضاع السياسية والعسكرية في السودان الشقيق .

وتحت عنوان "الأزمة السودانية بعد إعلان حركات دارفور المسلحة انضمامها للجيش"، نشر مركز "رواق" للأبحاث والدراسات تقريرا يوضح فيه أن السودان الشقيق يعاني من نزيف شديد بسبب الجروح التي لم يكتب لها أن تلتئم على أيدي أبنائها وشعبها، فكل يعمل لمصالحه الشخصية ولا يراعي مصالح الوطن الجريح الذي يعاني من التشققات والفرقة التي تعصف كل يوم بهذا البلد الغني بطبيعته وبموارده؛ إلا أنها غير موجودة على أرض الواقع بسبب الأطماع والأجندات الخارجية، ولم نكد نسمع صوتًا هناك يعلو فوق أصوات البنادق والرشاشات، أما صوت العقل فلا يكاد يكون موجودًا، والمجتمع الدولي يرتدي نظارته أمام المجازر وآلة القتل؛ فقط يرى ما يتوافق مع مصالحه وحسب.

كما استعرض التقرير إعلان حركات دارفور المسلحة انضمامها للجيش السوداني، مشيرا إلى أن الميليشيات المسلحة في السودان تتكون من عدد وأعراق مختلفة وكثيرة، وكذلك ليس هناك حصر دقيق لها، وذلك نظرًا لكثرتها وتغيرها في كل توقيت وفي كل مناسبة؛ إذ تشهد الميليشيات الموجودة انقسامات مستمرة كلما حدث خلاف في تقسيم الغنائم السياسية والاقتصادية، أو صراعات نفوذ داخل هياكل الميليشيا، ولكن هناك ميليشيات رئيسية تنضوي تحت قيادتها ميليشيات أصغر.

ونوه تقرير "رواق" للأبحاث والدراسات إلى أنه لا يمكن الجزم أو القطع بدوافع هذه القرارات؛ خاصة من ميليشيات عانت منذ القدم من الصراعات التي أودت بحياة العديد من أبنائهم؛ إلا أن هذه قد تكون بعض منها وقد تكون صائبة أو خاطئة، ويظل معترك السياسة هو معترك المصالح والمفاسد.

وبين التقرير أن جميع المعطيات والمؤشرات من واقع الأحداث ترجح دخول الحرب في السودان إلى نفق مظلم لا يمكن إيقافه في الوقت الراهن، مع استمرار هذه الحرب لفترات زمنية كبيرة، وقد تتحول إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس، وقد تمتد إلى ولايات أخرى من باقي أنحاء السودان، مع انخراط باقي القبائل والأعراق والحركات المسلحة، كذلك من المتوقع أن تشهد الساحة القتالية في السودان دخول أعضاء من دول أخرى.

ويرى التقرير البحثي أن مسلسل الحروب الماضية قد يكون حاضرًا وبقوة في المشهد السوداني، وسيكون له تبعاته الكارثية على المنطقة بأكملها، فتفكك الدولة السودانية، وغياب السلطة المركزية، وعسكرة المجتمع، وتمدد الفاعلين المسلحين من غير الدول؛ كل هذه المعطيات أول ما ستتضرر هي دول الجوار؛ بالإضافة إلى أوضاعها الداخلية الهشة والمتأزمة.

وشدد تقرير مركز "رواق" للدراسات على ضرورة أن تعمل القوى الدولية على بذل جهود مضاعفة للتصدي لكل مخططات تقسيم السودان، بما في ذلك تحويل الحرب الحالية إلى حرب أهلية.