لابد من وقفة قبل العشر.. "داعية": يبين فضل ليلة القدر وهدي النبي ﷺ فيها

  • 35
الفتح - أرشيفية

قال الداعية الإسلامي سعيد محمود: ليالٍ مباركة أوشكت على الرحيل، بقي منها آخرها وأفضلها: قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ" [رواه مسلم].

وأكد "محمود" أنه لابد مِن وقفاتٍ مع إقبال ليال البركات، وبيان فضل العشر الأواخر، واجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها؛ لأنها خاتمة الشهر: قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ) [رواه البخاري]، مشيراً إلى أن هذه عشر النشاط، لكل الفئات: قالت عائشة -رضي الله عنها-: "إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ" [متفق عليه]، متابعاً: فيها ليلة القدر: قال -صلى الله عليه وسلم-: (التَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) [رواه البخاري].


فضل ليلة القدر:

وتابع: ليلة القدر هي ليلة الحدث العظيم الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته: قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر:1]، موضحاً أن التعبد لله فيها خير من عبادة العمر، قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر:3]، أي (83 سنة وزيادة)، متابعاً: ولمَ لا وهي ليلة التقدير لعامٍ جديدٍ، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ . فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان:3-4].

وأكمل "محمود": ليلة القدر هي التي أنزلت فيها أعظم الكتب السماوية، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ) [رواه أحمد والطبراني، وحسنه الألباني]، متابعاً: وليلة القدر هي التي تكون الملائكة فيها أكثر ما يكون؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى) [رواه أحمد، وحسنه الألباني].

واستطرد: ليلة القدر ليلة سلام وأمان للمؤمنين الطائعين: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر:5]، لافتاً إلى أنه مِن فضل الله أن أخفاها ليجتهد المجتهدون: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) [متفق عليه].


هدي النبي ﷺ والصالحين في العشر:

وأشار الداعية الإسلامي إلى هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والصالحين في العشر، وهو:

- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقطع فيها للعبادة التماسًا لليلة القدر: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ" [متفق عليه].

- كانت عائشة -رضي الله عنها- تجتهد فيها وتسأل عن أعمالها، قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: (قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي) [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].

- وكان ثابت البناني يلبس أحسن ثيابه، ويطيب المسجد بالنضوح في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر.