من حرمها فقد حرم الخير كله.. داعية يوضح كيفية اغتنام ليلة القدر والبعد عن البدع التي تقع فيها

  • 38
الفتح - ليلة القدر

قال الدكتور علاء بكر الباحث والداعية الإسلامي اختص الله -تعالى- شهر رمضان بليلة عظيمة القدر لا نظير لها؛ ألا وهي: "ليلة القدر" التي كان يبشر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه -رضي الله عنهم- بها مِن أول معرفته بدخول شهر رمضان، ففي الحديث المرفوع: (إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ ‌قَدْ ‌حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مَنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا كل محروم) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني)


أشار "بكر" في مقال له بعنوان "اغتنام ليلة القدر" نشرته جريدة الفتح ومما ينبغي فعله في هذه الليلة المباركة:

 -صلاة المغرب والعشاء والفجر فيها في المسجد مع الجماعة؛ لعظم أجر صلاة الجماعة عامة، والعشاء والفجر خاصة، فعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (‌مَنْ ‌صَلَّى ‌الْعِشَاءَ ‌فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى ‌اللَّيْلَ ‌كُلَّهُ) (رواه مسلم). وفي رواية للترمذي: (مَنْ ‌شَهِدَ ‌العِشَاءَ ‌فِي ‌جَمَاعَةٍ ‌كَانَ ‌لَهُ ‌قِيَامُ ‌نِصْفِ ‌لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ وَالفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).


- قيام ليلتها في جماعة مع الإمام: ففي الحديث المرفوع: (إِنَّ ‌الرَّجُلَ ‌إِذَا ‌صَلَّى ‌مَعَ ‌الْإِمَامِ ‌حَتَّى ‌يَنْصَرِفَ ‌حُسِبَ ‌لَهُ ‌قِيَامُ ‌لَيْلَةٍ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، ومقتضى ذلك: الصلاة خلف الإمام، والقيام كله بما في ذلك أداء الوتر معه.


- كثرة الدعاء طوال هذه الليلة؛ خاصة بالدعاء الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌اللَّهُمَّ ‌إِنَّكَ ‌عُفُوٌّ ‌تُحِبُّ ‌الْعَفْوَ ‌فَاعْفُ ‌عَنِّي).


- جعل جزء من صلاة السنن في هذه الليلة وغيرها -خاصة السنن البعدية- في البيت بعيدًا عن أعين الغير؛ فالأولى صلاة التطوع في البيت، وصلاة الفرض مع الجماعة في المسجد، وفي الحديث المرفوع: (صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلَاةً ‌عَلَى ‌أَعْيُنِ ‌النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ) (رواه أبو يعلى، وصححه الألباني).


- التنوع في العبادات والطاعات لدفع الملل أو التعب، وللإكثار من أعمال الخير في هذه الليلة المباركة، فإلى جانب صلاة القيام والدعاء، فهناك قراءة القرآن والذكر والاستغفار، وهناك أيضًا الأعمال الصالحة التي يتعدَّى نفعها للغير إن أمكن، كإطعام صائم، والتصدق بالمال ونحوه على فقير أو مسكين، أو إعانة ضعيف أو محتاج، أو إعانة الأهل في البيت، أو زيارة مريض، أو صلة رحم ولو بالاتصال الهاتفي.


- الجمع في تلك الأعمال الصالحة بين الكيف والكم، فيكون الهم في أداء الأعمال الصالحة أن تكون على أكمل وجه وأحسن أداء، مع الإكثار من أعدادها على قدر الإمكان.


- الاعتكاف في المسجد، واعتكاف ليالي وأيام العشر الأواخر من رمضان سنة مؤكدة، ويوم وليلة القدر منها.


- أداء عمرة فيها، وعمرة في رمضان في الأجر كأجر حجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليلة القدر منها، مع ما في فضل ليلة القدر وفضل الصلاة والقيام في المسجد الحرام، وهذه الأعمال تتطلب من العبد -لتحصيل أكبر قدرٍ منها كمًّا ونوعًا- إعداد العدة لها.


أوضح "بكر" بعض المخالفات والبدع التي تقع في ليلة القدر ومنها:


- الاعتقادات الباطلة حول ليلة القدر: كزعم أن الكلاب لا تنبح فيها، أو أن السماء لا بد أن تمطر، أو أن هناك طاقة من نور تظهر في السماء!


- الانشغال عن الاجتهاد في الطاعة تلك الليلة بالاحتفالات الرسمية والشعبية، كما يحدث في الموالد والمواسم الأخرى، والاجتماع لها بإقامة السرادقات والزينات، وما يصحبها من الإنشاد الديني والتواشيح، وإلقاء القصائد والأشعار والكلمات! وهذا كله يخالف هدي وعمل السَّلَف الصالح على ما فيها من رياء ومشغلة للوقت عما هو أولى وأهم.