الجامعة العربية: بلورة الحل السياسي في سوريا تواجه العديد من العقبات

  • 78
نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية

أكد الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، أن الجهود المبذولة لبلورة الحل السياسي في سوريا لا تزال تواجه العديد من العقبات، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك هناك تطور بارز مع الخطة التي يقدّمها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا".


فرق "دي ميستورا" الأربعة:

وكشف "العربي" أن "دي ميستورا" سوف يتحدث خلال حضوره لاجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد المقبل خلال جلسة خاصة على هامش أعمال الدورة 144 بمقر الجامعة العربية، عن أفكاره التي تهدف إلى إجراء مشاورات ومناقشات مع الأطراف السورية في إطار 4 فرق عمل موضوعية، تتناول محاور: السلامة والحماية للجميع، المسائل السياسية والقانونية، المسائل العسكرية والأمنية وسبل مكافحة الإرهاب، إضافةً إلى الخدمات العامة وإعادة الإعمار والتنمية.

وأعرب عن أمله أن تنجح هذه المناقشات في توفير الأرضية الملائمة لتحقيق انتقال سياسي على أساس بيان جنيف (1)، بشأن إنشاء هيئة تنفيذية ذات صلاحيات كاملة تتولى إدارة المرحلة الانتقالية في البلاد.


أزمة اللاجئين السوريين:

ونوه بالتغطية الإعلامية الواسعة لأزمة اللاجئين السوريين على حدود الدول الأوروبية، والتي فاقمت منها حوادث غرق المئات من اللاجئين، ومشهد الطفل الغريق "إيلان" الذي يبلغ من العمر قرابة عامين وأدمى القلوب.

في ذات الوقت رفض العربي محاولات البعض إظهار الدول العربية وكأنها لم تفعل شيء تجاه اللاجئين السوريين وتخفيف معاناتهم، مؤكدًا أن الواقع يؤكد أن ذلك غير صحيح.

وأوضح أن الدول العربية تعاملت ومنذ فترة مع أزمة اللاجئين السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين وغيرهم.

ولفت إلى أن الأردن ولبنان لديهما ما يزيد عن ثلاثة مليون لاجئ سوري، وهو ما يفوق طاقات وإمكانيات هاتين الدولتين، وكذلك العراق ومصر وتونس والسودان والجزائر وغيرها من الدول العربية التي تحمّلت الكثير، وبما يفوق قدراتها وإمكانياتها. وأشار إلى أن الدول العربية المانحة ودول الخليج العربي قدّمت الكثير من المساعدات في هذا الشأن من خلال منظمات الأمم المتحدة، وقامت بتوفير دعم مالي وشيّدت مخيمات وقامت بتوفير الخدمات الصحية للاجئين، إضافةً إلى ما قدّمته من مساعدات مباشرة ودعم مالي إلى الدول المضيفة للاجئين.

ونوه في هذا الصدد بدور الدول العربية جميعها، وعلى وجه الخصوص باستضافة دولة الكويت لمؤتمرات المانحين الدوليين الثلاث لدعم الوضع الإنساني في سوريا، وذلك تحت الرعاية الكريمة لالشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

وعبر عن أسفه لأن كل تلك الجهود لم تحظ بالتقدير الكافي من قبل الرأي العام الدولي، التبدو الدول العربية وكأنها المُقصّرة في واجباتها إزاء استقبال اللاجئين السوريين.

وشدد على أن المطلوب ليس معالجة الظواهر والقشور وإنما معالجة جذور الأزمة، بوقف عمليات القتل والإرهاب وغيرها من أعمال العنف التي تدفع السوريين إلى النزوح والهجرة.

وذكر بأن الجامعة العربية ومنذ 4 سنوات تطالب مجلس الأمن، الجهاز الذي يتحمل المسؤولية الأولى في الحفاظ على السلم والأمن الدولي، بالتدخل لوقف القتال، لكن المجلس لم يتخذ أي خطوة في هذا الاتجاه حتى الآن، مما دعا السكرتير العام للأمم المتحدة، في سابقة لم تحدث من قبل، إلى الاعتراف بفشل المجلس في الاضطلاع بمسؤولياته.