"التكشيرة" !

  • 190
صورة أرشيفية

صعبةٌ هي الحياةُ عندما نُعاني همَّها ونحمِل صعبَها، ويجرُّ أحدُنا نفسَه رغم أنفها وأنينِها، ليُؤدي ما عليه، ورغم التعب ولسع الألم نزدادُ بذلاً؛ لنصلَ لما نُريد أو لما يُراد منا، ونسيرُ في هذا الطريق وتحت ضغوط المطالب التي لا تنتهي، يصبح السباقُ في نيْلِها كالصِّراع لا يكفُّ عنَّا، ولا يُطَاق، وفى تلك الظروف تضيق حتمًا كلُّ الصدور، وتُسْجَنُ أفكارُنا فى دائرةِ: مِنْ أين؟ ولماذا ؟،وكيف ومتى؟، وتُخَطُّ على وجوهِنَا نَقْشُ الهموم، ومع مَرِّ الليالي يصيرمن عاداتنا الوجوم، كأنما استعرْنَا وجهَ أبي الهول، أو تجمَّدت صورتُنا في عزِّ مِحْنَةٍ، وتصبح "التكشيرة" طابعنا وكأنها الملاذ في مآسينا!

ولو كانتِ التكشيرة حلًا لرفعنا لواءها ووقفنا في صفوف المكشرين!
ولكننا نضيف بالهموم لعمرنا عمرًا؛ فنبدو كالمسِنَّين ونحن في أوائل العمر أو وسطه، ولكن لا أدام الله الهمَّ قاصِفَ العمرِ، ثم مَا يفعلُ العبوس وما تفعل التكشيرة؟ فهل جربْتَها وقضت على أزمةٍ ؟ أم أنها أنهت خلا فًا أو مشكلة؟؟ إنَّها بالتجربة تزيد البلةَ طينًا، وتنفِّر منكَ أقربَ الناس، وتزيل مابينكم من مودة، ولو كنت معطاءً أو رقيقَ المشاعرِ ولك وجهٌ عابسٌ؛ فلن يُقبلَ منك ما تعطيه، ويُشَك في تلك المشاعِر، فالنَّاس تُحِبُّ المُنْبَسط طليقَ الوجهِ المبتسِمْ، لذا اُشتهِر في الحِكَم: البشَاشة خيرُ من القِرَي، والقليل منك مع طلا قةِ وجهِك، خيرٌ من كثيرِك مع العبوس، والتكشير، وفي المقابل: بسمتُك تأشيرةُ للدخولِ إلى القلوبِ، وبذرةُ المودةِ وسُقْيَا الوصال، فهل ترغبُ في الوصولِ للقلوبِ؟

والحصول على تأشيرةٍ للدخول؟

فدَعْ عنك التكشيرة، قصَّافةُ المودةِ وتأشيرةُ النُّفُور.