بيوت آيلة للسقوط

  • 177
صورة أرشيفية

عندما يتولى إنشاء البنايات أناس لا يعلمون كيف تبنى، وما هي قواعد السلامة للبناء؟، ولايفكرون في تأمين الساكنين، أو البناء بخامات أو لبنات غير مطابقة للمواصفات؛ فإن هذه البيوت تكون عرضة للانهيار، وحياة ساكنيها تحت الخطر والدمار، ولو كانت هناك جهات مختصة أمينة فإنها تأمرهم بالترميم، أو بهدم البناء لعدم الصلاحية للسكن والحياة.

ونفس الشيء يحدث في بناء الأسر؛ فإن الأولياء المسئولين عن تزويج ابنتهم قد لا يدرون ما قواعد بناء الأسرة؟، ولا ما هي الشروط الأساسية في الزوج والزوجة باعتبارهما لبنات وخامات بناية الزوجية؟، فلو دخل لأحدهما الخللُ أو كلاهما فكيف يرجى للبيت حينها صلاح؟، ولقد وضع الإسلام ضمانات لذلك، فقد جعل اللهُ للمرأة أولياء لخبرتهم بالرجال، وجعل للزوج شروطًا، فاستطاعة الباءة المتمثلة في القدرة على أعباء الزواج وارتضاء الدين والخلق كشروط في قبول الرجل زوجًا، وأمّا المرأة فقد رغّب النبي –صلى الله عليه وسلم- أن تُنكح لدينها.

ومن ضمانات صلاحية بناء صرح الزوجية «انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا» ويؤلف بين قلبيهما, فيرتضي كل منهما مظهر الآخر، وبعدها تبقى شروط صيانة البناء وترميم العلاقات الأسرية؛ لكي لا تنهار، فمن معاني صيانة هذا البناء: تقوى الله بينهما، وحرص كل منهما على إقامة حدود الله، والمعاشرة بالمعروف والبر، وإن ظهرت بعض الشروخات في بناء تلك العلاقة فالموعظة الحسنة والهجر للتأديب والرد للمعروف ثم الضرب بشروطه التي أوضحها الدين ثم تدخل ذوي الحكمة والديانة للتوفيق والإصلاح، ويبقى التغافر بين الطرفين والتسامح وعدم نسيان الفضل بينهما. 

ومن عوامل صيانة البناء الزوجي وترميمه حرص لبناته –الزوجين- على أداء الواجبات تجاه الآخر، وإفشاء روح المودة، هكذا يبقى أروع بناء متين ثابت يُصان على الدوام، ينعم أفراده بالترابط الذي يُعد نعمة ذلل الله لنا أسبابها، واستوصوا بتلك البنايات فإنها مفردات جملة الأمة، ومنها تبدأ عودة الأمجاد.