عاجل

البر بالأم ليس يومًا

سلمى منصور

  • 98

منذ خلق الخليقة وحتى تقوم الساعة كانت هي الحب الفطري الجبلي، والرعاية الفائقة، والحنان المفرط، والأمان اللامتناه، والقلب المتيم بك وبلا مقابل، والروح التي تفنى لأجلك، تتعب لترتاح، وتشقى لتسعد، بها تضرب أمثال التضحية، والرغد بدعائها والاغتمام بفقدها.

قضى الله في كتابه أن تقترن عبادته وعدم الإشراك به ببرها وبر أبيك، وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجهاد فيهما، ورُغم أنف من أدركهما ولم يدخلاه الجنة؛ إنهما أمك وأبوك.

أمك التي هي أحق الناس بحسن صحبتك، وبها أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بل قضى الله أن يعجل بأثر ذلك البر في الدنيا قبل الآخرة، فنراه في بر الأولاد أو عقوقهم، ونراه في حسن الخاتمة أو سوئها، ونراه في تيسير الحياة أو عسرها، نراه في أحوال البارين في دنياهم، نراه في تفريج صخرات حياتهم.

ثم في الآخرة الجزاء الأوفى والنعيم الدائم لهؤلاء البررة فكيف لهذا الجزاء الدنيوي والأخروي أن يختزل سببه في يوم في السنه؟، ولماذا يختزل بعدما عم الله عمر الوالدين بالأم ببرهما بل بعد انقضاء عمرهما تبقى وجوه البر  مفتوحة، فالسعي لرضا الأم وإسعادها هو واجب كل لحظة في كل يوم  فالبر بالأم ليس يومًا