نعمة الألم

أمل السلاحجي

  • 39

عند استحضار النعم غالبا نذكر منها تلك التي أبهجتنا وأفرحتنا، تلك النعم البراقة المغلفة، برائحة السرور والبشر، ونغفل نعما أخرى جاءتنا مختبئة خلف غيوم الحزن، منها نعمة الألم.

شعورك بألم في جسدك مثلًا ما هو إلا جرس إنذار ينبئك بخلل قد حدث لتسارع بعلاجه، بل إن أشر الأمراض تلك التي لا يصاحبها ألم في بدايتها، حتى أطلق البعض على السرطان مثلا لقب (الخبيث)! لعدم مصاحبته الألم منذ بدايته، فلا يسفر عن وجهه حتى يستفحل ويصعب علاجه، لذا فالألم نعمة.

كما أن الألم أيضا كفارة للذنوب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصيبُ المؤمنَ شوكةٌ فما فوقَها إلَّا رفعه اللهُ بها درجةً وحطَّ عنه بها خطيئةً»

وكذلك ألم الفقد رغم مرارته يجعلك تشعر بقيمة الموجود وأهميته فتحافظ عليه وتشكر الله على نعمه.

ولعل إحساس الفقد أحيانا ينبت في النفس انكسارًا للرب وافتقارًا إليه يجعل المرء يتقرب من خالقه وينوب ويتوب إليه ويلح بدعائه فيكون ما فتح الله عليه من بركات قُربه أغلى وأثمن من كل ما فقد..

فاحمد الله على نعم ظاهرة تراها كل عين بصيرة، ونعم باطنة يراها كل قلب سليم.