عاجل

داعية: الانحناء للقبور والتبرك بها وتقبيلها بِدع منهي عنها باتِّفاق السَّلف

  • 34
الفتح - المدينة المنورة

قال الكاتب والداعية الإسلامي أشرف الشريف، إن من آداب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم-: اجتناب الانحناء للقبر عند التسليم، وإنه من البدع، وكذلك تقبيل الأرض للقبر، موضحًا أن السلف الصالح، والخير كله في اتباعه لم يفعلوا ذلك، مضيفًا أن من خطر بباله أن تقبيل الأرض أبلغ في البركة فهو من جهالته وغفلته؛ لأن البركة إنما هي فيما وافق الشرع وأقوال السلف وعملهم، قال: وليس عجبي ممَّن جهل ذلك فارتكبه، بل عجبي ممن أفتى بتحسينه مع علمه بقبحه ومخالفته لعمل السلف، واستشهد لذلك بالشعر" (انتهى).

وأشار أشرف الشريف في مقال له نشرته الفتح، إلى حديث عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: "لَعَنَ اللهُ اليهودَ والنَّصارى؛ اتخذوا قبورَ أنبيائِهِمْ مساجد، ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خَشِيَ أو خُشِيَ أن يُتَّخَذَ مسجدًا"، مضيفًا أن في هذا ملمح مهم؛ لئلا يتم تحريف الاستدلالات، ونسبة أفهام مغلوطة إلى العلماء تحت زعم ذكرهم لهذه الآثار.

وأكد الشريف أنه لا يجوز تعظيم قبور الصالحين وتقبيلها والمسح عليها التماسًا للبركات منها، ويَكفي للدَّلالةِ على هذا: أنَّه لم يَرِدْ فيه حديثٌ واحدٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بل ورد عنه صلى الله عليه وسلم النهي عن تعظيم القبور، لافتًا إلى أنه لم يثبُت عن صَحابيٍّ واحدٍ أنه كان يتبَرَّكُ بالتمسُّح بقبرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أو تَقبيلِه رغمَ حُبِّهم الشديدِ له، وتبرُّكِهم به في حَياتِه بجَسَدِه، وما يخرُجُ منه مِن عَرَقٍ وغيرِه وبآثارِه بعدَ مماتِه، وهذا كلُّه ثابتٌ في أحاديثَ وآثارٍ صحيحةٍ.

وشدد الشريف على أنه لو كان التبرُّك بالتَّمسُّحِ بالقَبرِ من جِنسِ هذا، لفَعلوه بعد مماتِه، بل ثبَت عن ابنِ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما بإسنادٍ كالشمس عند محمد بن عاصم، أنه: (كان يَكرَهُ مَسَّ قَبرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم)، كما ثَبَت عن عمر رضي الله عنه أنه قطع شجرة الرضوان ليمنع تبرك الناس وتمسحهم بها صيانة لجناب التوحيد، كما أخفي لهذا السبب قبر نبي الله دانيال، وعلى هذا تتابع أئمة المذاهب، حتى شددوا في منع مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكيف بمن دونه؟!

وأشار الكاتب إلى قول شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميَّة في مجموع الفتاوى: (لا يُسَنُّ باتِّفاقِ الأئمَّة: أن يُقَبِّلَ الرَّجُلُ أو يستَلِمَ رُكنَيِ البيت اللَّذين يَليانِ الحِجْرَ ولا جُدرانَ البيتِ، ولا مَقامَ إبراهيم، ولا صخرةَ بيت المَقدِس، ولا قَبْرَ أحدٍ مِن الأنبياء والصالحين).

وأوضح الشريف أن تَقبيلُ القبورِ والتمَسُّحُ بها؛ فهو بِدعةٌ باتِّفاق السَّلف.