ماذا لو كنت منهم ؟

ا هيام عرفة

  • 53

كثيرًا ما تأخذنا الأيام بين طياتها وتلهينا مشاكلها وهمومها عن سبب وجودنا في هذا الحياة، ترى الأب يعمل ليل نهار ليوفر احتياجات بيته من مؤن الدنيا متناسيًا أهم ما يحتاجإليه البيت ألا وهو رجل يقودهم في غياهب الحياة التي أصبحت الفتن تحيط بالمرء فيها من كل جانب.

لا شك أن دور الأم يأخذ النصيب الأكبر في تربية الأبناء ولكن الأب هو بوصلة هذه التربية هو القائد الذي دونه يضيع القطيع ويتمزق يمنة ويسرة، وتصبح لحومهم حقًامكتسبًا لمن يملك الفك الاشرس ، لذا أخي الكريم كلمة رجلًا ليست مجرد كلمة بل هي مسؤولية وحمل عظيم ستسأل عنه يوم لا ينفع فيه مال أو بنون، ستسأل  عن أختك وأمك وابنتك وزوجتك لمَ لم تكن رجلًا معهن؟ لمَ فرطت في زوجتك وجعلتها تلبس كذا وكذا؟ لمَ تخليت عن ابنتك وأدرت لها ظهرك؟ لمَ لمْ تكن سندًا لأختك؟ والاعظم  لمَ لم تكن بارًا بمن أخرجتك لتلك الدنيا؟ تخيل معي أنك كنت واحدًا من أصحاب الغار الثلاث، هل لديك عمل واحد يكون لك حبل النجاة؟ هل تحمل بقلبك شيئًا يخرجك من تلك الكارثة؟ هل تجرؤ على رفع يديك لرب السموات والأرض؟

هناك من يناهز عمره السبعين والثمانين عامًا ولكنه غثاء كغثاء السيل لم يسلك للرجولة دربًا أو يذق لها طعمًا، يقول أحد هؤلاء الذين ابتليت بهم أمتنا: الله جميل ويحب الجمال فلما تشوهن النساء بتلك الخرق البالية؟

وآخر يقول: المرأة مخلوق جميل خلق لمتعتنا فلم تريدون حجبه عنا! وثالث يجتهد في كيف يخرجهن عرايا بعد إقناعهن أن هذه مجرد ثياب.

أخي الكريم بيتك مستهدف ولا حامي له سوى أنت فكن رجلًا حتى تلقى الله قائلًا: ربي لقد صنت الأمانة حتىالممات.