أنتِ السّكن

رحاب حجازي

  • 70

أعز الإسلام المرأة ونظر إليها نظرة تكريم ومكّنها الله -عز وجل- مكانة عظيمة، وأوكل إليها دورًا جليلًا داخل الأسرة والمجتمع، فهي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة، والزوجة الحبيبة، والشريكة الرحيمة الودودة المعينة للرجل المساندة له في أداء دوره.

وقد ضمن الإسلام للمرأة حقوقها كاملة مادية ومعنوية ويكفيها تكريمًا وصية النبي ﷺ قبل موته بها فقال: (أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا) وحافظ على كرامتها ﷺ فقال: (أَكْمَلُ المؤْمِنين إيماناً أحْسَنُهم خُلُقاً، وَخِياركم خيارُكم لِنِسائهم)

ولكن مما عمت به البلوى مؤخرًا وتسبب في الكثير من المشكلات الأسرية، خروج المرأة عن كيانها الفطري وتخليها عن أنوثتها وظنها أنها عندما تعيش نداً للرجل وتتولى دوره أنها هكذا تتقدم أو تحصل على المزيد من الحقوق، والحقيقة غير ذلك، فقد خلق الله الخلق من ذكر وأنثى لأن البشرية بحاجة لكليهما وهو الأعلم بحكمته.

وخلق كلًا منهما مختلفًا عن الآخر، خلقه مؤهلًا لدوره وميسرًا للذي خُلق له، فالمرأة تلك الكائن الحنون الرقيق هي الملجأ والسكن بأنوثتها الفطرية وحنان قلبها ومشاعرها الفياضة التي تميزها وتزيد من جمالها هي الحنان والحب والاحتواء، وأيضاً هي الوتد الذي يتكئ عليه الرجل وقت الأزمة.

وذكاء المرأة وتوازنها النفسي هو أن تعلم كيف توازن بين الأنوثة النفسية والذكورة النفسية داخلها وأن تتعلم متى تستخدم طاقة الذكورة في تحمل المسئوليات ومواجهة المشاكل واتخاذ القرار، بشرط ألا يطغى هذا الجانب الذكوري عليها ويستحوذ على شخصيتها ويظل فقط لوقت الحاجة ويكون الأصل هو الجانب الأنثوي الذي يميزها ويزيد من جمالها .

ومما عمت به البلوى أيضاً حصر الأنوثة في الشكل أو التجمل في المظهر وبلا شك أن هذا مهم وضروري ولكنه ليس المعنى المقصود من الأنوثة.. فالأنوثة تشمل الخارج والداخل، والأفكار والمشاعر والتعاملات، فمثلاً: إشعار المرأة لزوجها بحاجتها إليه ولقوامته ومسئوليته عنها أنوثة، تعبيرها المستمر عن احترامها له وتقديرها لتعبه أنوثة، احتواؤها له وقت الضغوط ومساندتها ودعمها ليمرا بسلام، أنوثة، وعيها أن الأنوتة ليست ضعفًا بل بالعكس أنوثة، أن تشمل كل من بحياتها سواء زوجها أو أبنائها أو والديها أو إخوتها براعيتها وحنانها أنوثة.

ناهيك عن الابتسامة ورقة الصوت وحلاوة التعبير وجمال الطلة.

نعم تولي المرأة في عصرنا الكثير من المسئوليات واضطرار الكثيرات للخروج للعمل أهلكهن نفسياً ودفعهن دفعاً لأن يلبسن لباس الرجولة غصباً لتسديد متطلبات الأبناء، وللأسف أن الرجل لعب دورًا في زماننا في تخلي المرأة عن أنوثتها -سنتعرض له في مقال آخر-.. ولكن أخيتي وصديقتي وحبيبتي اعلمي أنه ستضطرك الحياة للتعرض لها، وللاحتكاك مع مشكلاتها، وستؤلمك.. وهذا يتطلب منك أن تتعلمي كيف تحافظين على فطرتك وأنوثتك وكيف تستخدمين قوتك وصلابتك في الوقت اللازم فقط دون أن تجور عليك كأنثى

قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) كوني أنثى وكفى فهذا هو أجمل ما ميزك الله به أنت الجميلة الرقيقة الودودة.. أنت السكن