بوصلة رمضان بين العبادة والعمل

فاطمة محمد خليفة

  • 47


 حلَّ أحبُّ الشهور ضيفًا خفيفًا على قلوبنا لتأنس أرواحنا نهارًا بالصيام وتطمئن ليلًا بالقيام، ولكن ربما انشغلنا نحن وأولادنا بالمذاكرة وطلب العلم، فكيف نُوَّفق بين شق العبادة وشقِّ العلم؟، وكيف نستطيع أن نحافظ على تركيز أبناءنا خلال فترة الصيام؟

من الضروري أن نهتم بفقه الأولويات ونحرص على تعليمه لأبنائنا، فنجعل الفرائض في مقدمة المهام اليومية من الصلاة والصيام، ونزيد عليها من السنن والنوافل ما استطعنا إليه سبيلًا، كما ينبغي أن تكون أعمالنا اليومية من طلب العلم وترتيب المنزل والوقوف في المطبخ لإعداد الطعام مُحلَّاة بالنوايا حتى نؤجر عليها دنيا وآخرة.

فننوي بالدراسة وطلب العلم نفع الأمة الإسلامية والإعلاء من شأنها، كما ننوي بإعداد الطعام إفطار الصائمين ومساعدتهم على التقَّوِي للعبادة، وترتيب المنزل للمحافظة على النظافة التي هي من الإيمان.

وللمحافظة على تركيزنا نحن وأبناؤنا طوال شهر رمضان ينبغي أن نهتم بالحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم، مع شرب كمية معتدلة من المياه بين وجبتي الإفطار والسحور وليس ملء المعدة بالمياه مباشرة بعد السحور فالجسم في هذه الحالة يفقد المياه بسرعة شديدة، إلى جانب الاهتمام بأخذ قسط من الراحة خلال ساعات النهار.

بالإضافة إلى ذلك فإن الحدَّ من تناول المشروبات الغنية بالكافيين ومشروبات الطاقة يحافظ على بقاء الماء في الجسم مدَّة أطول، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها يساعدنا على التركيز لفترات أطول خلال ساعات النهار فبالإضافة إلى كونها فريضة فإنها تعد بمثابة تمارين للتغلب على الكسل واستعادة النشاط.

لا بد أن نعلم أننا نحن من نستطيع أن نضبط بوصلة الزمن طوال رمضان، فبإمكاننا أن نخلق هذا الشهر عادات جيدة نداوم عليها طوال العام، ولكن لا يحملنا انشغالنا بأمور الدنيا على التفريط في حق أنفسنا وحق هذا الشهر علينا، فلنحرص على أن نفوز بالعتق في هذا الشهر الفضيل، فرمضان فرصة خاب وخسر والله من لم يفُز بها.