وثائقي | رئيس "شيوخ النور" يوثق شهادته على الأحداث قبيل ثورة 30 يونيو

  • 393
الفتح - الدكتور يونس مخيون، رئيس مجلس شيوخ حزب النور

- حاولنا منع الاستقطاب.. "مخيون" يكشف بداية الخلاف بين حزب النور وجماعة الإخوان في معالجة المشهد

- الإخوان خططوا لضرب "النور" من الداخل.. وقدمت النصح كثيرا للدكتور مرسي

- استخدم الإخوان "حازمون" كأداة لـ"العنف" لكن الدعوة السلفية كشفت محاولاتهم

- جلسنا مع المجلس العسكري والإخوان وأحمد شفيق لتهدئة الأوضاع قبل إعلان نتيجة الإعادة في انتخابات الرئاسة

- صدام الإخوان مع كل المؤسسات كان سببًا في الإخفاق في إدارة الدولة

- كان على الإخوان تخفيف الاحتقان قبل 30 يونيو لكنهم لم يستشعروا خطورة الأمر  

- أعلنا قبل 30/6 رفض الحشد والحشد المضاد وكنا ضد عزل مرسي وقدمنا الحل للأزمة ولكن لم يستمع الإخوان

- الجيش قدم مبادرة شبيهة بمبادرة حزب النور ليس فيها عزل الرئيس ولا انتخابات مبكرة ولكن الإخوان استخفوا بالوضع

- كشفنا لعبة الإخوان بجرنا لمربع العنف ورفضنا المشاركة في اعتصام رابعة وقدمنا لهم رؤية لحل الأزمة

- أنصار الإخوان وضعوا قائمة اغتيالات لقيادات حزب النور.. وتم إحباط محاولة اغتيال الدكتور ياسر برهامي

- الحفاظ على الوطن من الدين والشرع.. والإخوان تمنوا انهيار البلد وخونوا كل من نصحهم ولو كان منهم مثل "السرجاني"

- قيادات الإخوان غادرت الاعتصام بعد علمهم بموعد الفض وخلفوا ورائهم المتعاطفين وهي خيانة عظمى

- حزب النور شارك في 3 يوليو برؤية إصلاحية في مفترق طرق في عمر الدولة المصرية

- رئيس "شيوخ النور": نحن متشددون في الثوابت ولدينا مرونة في الأمور الاجتهادية
 

قال الدكتور يونس مخيون، رئيس مجلس شيوخ حزب النور: إنه كان شاهدا على كل الأحداث قبل ثورة 30 يوينو، قائلاً "كنت في قلب هذه الأحداث، وما حدث في 30 يونيو، و3 يوليو كان ثمرة لأعمال وتصرفات كثيرة سبقت 30 يونيو، كما كانت نتيجة لأخطاء متراكمة"، موضحا أن بداية الخلاف بين حزب النور وقيادات الإخوان كان بعد الاتفاق على عدم ترشيح مرشح رئاسي يمثل التيار الإسلامي؛ لعدم الاستقطاب في الشارع وقد ينتج عنه صدام وفشل.

وأكد "مخيون" -في حواره لبرنامج "الشاهد"، عبر فضائية "إكسترا نيوز"- أن الإخوان كان لديهم اقتناع تام بهذه الفكرة، وصرح بذلك المرشد العام  في وسائل الإعلام من أنهم لن يرشحوا أحدا من الإخوان، كما وافق على ذلك الدكتور سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة وقتها، متابعا: فوجئنا بأن الإخوان قدموا مرشحا وهو الدكتور محمد مرسي بعد رفض خيرت الشاطر.

وأوضح أن تقديم مرشح من قبل الإخوان كان بداية  الخلاف بين حزب النور وبين الجماعة، والحزب اختار ألا يرشح أحدا منه، مشيرا إلى أن النور لا يعلم السبب الذي جعلهم يتراجعون عما تم الاتفاق عليه من عدم ترشيح مرشح يمثل التيار الإسلامي، قائلا: إن وجهة نظر حزب النور في اختيار مرشح للرئاسة تكون في اختيار شخصية عليها توافق من جميع الناس ولا تكون سببا في استقطاب الشارع وحدوث أي صراعات أو صدام.

وأشار "مخيون" إلى أن حزب الوطن خرج قطعا لضرب حزب النور، وحينما سيطر حزب الوطن على مقر حزب النور في المعادي زارهم أستاذ حازم صلاح أبو إسماعيل بعد ذلك بنحو ربع أو نصف ساعة تقريبًا، وكان واضحا أن هناك من ينسق ويقف وراء حزب الوطن في هذه الأزمة؛ وهذا ما استنتجناه من خلال ما حدث، ودلت عليه الشواهد.

وعن استقالة الدكتور عماد عبد الغفور من حزب النور، قال "مخيون": إن الدكتور عماد كانت له وجهة نظر لإدارة الحزب؛ إذ كانت له كثير من الانفرادات في التصرفات، بينما نحن نعمل كعمل مؤسسي لا يسمح بالانفراد في القرارات، لافتا إلى أنه عمل كرئيس لحزب النور 9 سنوات ولم ينفرد بأي قرار مما كان سببا -بفضل الله- في أن خطوات الحزب حالفها التوفيق.

وأضاف أنه جلس مع الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي في قصر الاتحادية نحو  4 ساعات ونصف، قائلا: حدثته في كل شيء ونصحته كثيرًا، وكان ذلك إبان أزمة جبهة الإنقاذ أو بعد الإعلان الدستوري، وكان حاضرًا معنا في هذا اللقاء الدكتورة باكينام الشرقاوي، مساعدة الرئيس مرسي للشؤون السياسية، والدكتور أيمن علي، مستشار الرئيس مرسي لشؤون المصريين في الخارج.

وتابع: لقد قلت للرئيس مرسي إنه لا بد من حل هذه المشلكة، وأول شيء في سيبل ذلك هو استيعاب جبهة الإنقاذ وإشراكها في الحكم؛ فلو حدث نجاح سيكون للكل، ولو حدث إخفاق لا تتحمل أنت التبعة وحدك، والأمر الثاني تغيير رئيس الوزراء حينذاك الدكتور هشام قنديل؛ لكن دكتورمرسي رفض بشدة، والأمر الثالث بخصوص النائب العام أخبرته أن هناك مشكلة تتعلق بشخصه ولا بد من التوافق حول النائب العام، بحيث حضرتك تقدم شخصية ونحن كذلك وغيرنا ثم نتوافق على شخصية حتى يتم اختيارها بطريقة دستورية، لكن لم تحدث أية استجابة نهائية لهذه المطالب.

وأردف "مخيون": في أحد اللقاءات التالية حدثته في نقطة خطيرة وهي سيطرة "جماعة الإخوان" على كل مفاصل الدولة؛ فلا يوجد أي منصب في الدولة يخلو أو يصير شاغرًا إلا وشغله أحد "الإخوان"، وهذا كان مردوده على الدكتور سيئًا باعتباره أحد أفراد هذه الجماعة وتصرفاتهم تنعكس عليه بالسلب.

وأضاف: لقد سألني دكتور مرسي "أين يحدث هذا الكلام؟"، فقلت له: سآتيك بأسماء، وكانت تلك هي البداية، وكلفت الأمانة العامة لحزب النور بجمع أسمائهم واستطاعوا بالفعل جمع أسماء من 13 محافظة، وكنت أنوي تقديم هذا الملف بيني وبينه وليس أمام الإعلام، لكنهم كانوا السبب في ذلك.

وأوضح "مخيون" أنه نتيجة وصول الحوار مع جماعة الإخوان إلى طريق مسدود حدث انسداد سياسي في مصر بشكل عام وقتها، وأن حزب النور كان يقدم لهم النصح، ولكن لم تأتِ الجلسات معهم ولا النصح بأي ثمرة أو نتيجة، مؤكدا أن الإخوان لم يستجيبوا للمبادرة التي قدمها حزب النور، والتي كانت بنودها سهلة التنفيذ ولم يكن بها أي بند عن الانتخابات الرئاسية أو ما شابه ذلك، بل اتهم الإخوان حزب النور بالخيانة وأطلقوا على الحزب حربا كبيرة، وادعوا تقرب الحزب من العلمانيين وجبهة الإنقاذ.

وتابع "مخيون": ووقتها حملنا رسالة من المجلس العسكري، وذهبنا إلى الإخوان، فقالوا سنرد عليكم، وكان الواضح أن الرغبة لديهم ألا يكون لحزب النور أي دور؛ فتواصلوا مباشرة مع المجلس العسكري ولم يحدث توافق.

وأوضح أن علاقة الإخوان بحازمون كأداة تم استخدامها للعنف، قائلا: نحن كأفراد تربينا في الدعوة السلفية منهجنا واضح جدا في قضايا محورية أساسية، ونربي أفرادنا عليها، منها: الموقف من قضايا التكفير، وقضايا التفجير والعنف، وقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنظورنا للجهاد، ومنظورنا للتعامل مع الآخرين، قضايا واضحة؛ إذ يتم تحصين أفراد الكيان ضد الأفكار المنحرفة الموجودة على الساحة.

وتابع: لذلك لما انتشرت دعوات الصدام؛ فنحن نفهم وأفراد الكيان كذلك يفهمون جيدا الوضع، ويعرفون من هم الإخوان وإلى أين يريدون أن يصلوا، ونعرف جيدا أدبيات الجماعة، لذلك لم يشارك أحد من أفراد الدعوة السلفية، وإنما من شارك هم أفراد من السلفية العامة ممن لم يدرسوا القضايا الفكرية والمنهجية، وإنما هو مجرد شخص متعاطف، وسمته سمت سلفي؛ فانساق خلف شعارات الإخوان الخداعة، لدرجة أنهم كفرونا تكفيرا صريحا واتهمونا بخيانة الدين من أجل أننا لم نخرج في رابعة لنقف مع الإخوان، فهذه السلفيات تختلف عنا تماما.

ونوه رئيس "شيوخ النور"، بالعلاقة بين الإخوان وبين من يسمون أنفسهم "حازمون"، موضحا أن الحازمون ينتهجون نهج عنف، والإخوان استخدموهم كأداة للعنف، وتم تحفيزهم حتى إذا ما حدث صدام يكونوا هم في الطليعة، وكان هدف الإخوان أن يتم استخدامنا نفس هذا الاستخدام، لكننا نعلم هذا السيناريو ورفضنا الدخول فيه من البداية.

وأردف: وهذا كان واضحا في دعوتهم لنا إلى اعتصام رابعة، لكن موقفنا كان واضحا جدا، بأن الإخوان عليهم أن يواجهوا الأزمة ويتم حلها؛ فالحل بسيط، ولكن الإخوان كانت فكرتهم أنهم يريدون أن يتجاوزوا الأزمة، مفيدا بأن الإخوان نظرتهم أنهم الجماعة الأم، وأن لها حصرية الحق للكلام عن الإسلام، وأنها الجماعة الوحيدة التي تفهم الإسلام، وهذه من أدبيات الجماعة القديمة من أيام حسن البنا، وأن الخارج منهم لا يفهم الإسلام، مؤكدا أن هذا الأمر قد غذاه كلام سيد قطب في فكرة الاستعلاء، والعزلة الشعورية، ومساجد الضرار، وجاهلية المجتمع.

وواصل "مخيون" حديثه، قائلا: وهذه النظرة سيطرت على الأتباع، نظرة الاستعلاء على الآخرين؛ فعند الإخوان أنهم الأحق بالحديث باسم الإسلام، ويسعون لهذا الأمر منذ نشأة الجماعة من 80 سنة، ثم وجدوا أنفسهم في السلطة مرة واحدة، فنظروا إلى حزب النور كيف لهذا الحزب الجديد أن يأخذ ربع البرلمان.

واستكمل: فكانت الصدمة الأولى لهم؛ فالقائمة الخاصة بنا في البحيرة أخذت أعلى الأصوات، فكانت صدمة لهم حتى أنهم عطلوا خروج النتيجة، لكن القاضي كان ذكيا فقال سنعلن النتيجة غدا، وأعلنها من القاهرة، حتى لا يكون هناك احتكاك؛ فكان الإخوان يعملون جاهدين لتقليص دور الحزب وإبعاده عن المشهد، وكان من ضمن هذه الخطط إيجاد بديل وهو حزب الوطن، وتشويه الصورة وغير ذلك من أجل أن ينفرد الإخوان بالمشهد.

وأكد أنه بعد استقرار "النور" على ترشيح عبد المنعم أبو الفتوح، تجنبا للاستقطاب في الشارع لأنه منفصل عن الإخوان، الأمر الذي أزعج جماعة الإخوان المسلمين، وقاموا بحملة تشويه ضخمة جدا ضد "أبو الفتوح"، مضيفا "وفي الجولة الثانية كان الاختيار بين الدكتور محمد مرسي -رحمه الله- وبين الفريق أحمد شفيق، ووقتها كان أحمد شفيق يمثل النظام السابق، وكانت الثورة قائمة على ذلك النظام؛ "فكيف نرشح شخصا يمثل هذا النظام الذي قامت عليه الثورة؟".

وأوضح أنه قبل ظهور النتيجة صرح الإخوان وقالوا "إن النتيجة لو خرجت بعدم فوز الدكتور محمد مرسي سيكون الدم للركب"؛ لأن تيار استقلال القضاء أعلن النتيجة بنجاح محمد مرسي، وفي نفس الوقت هدد أحمد شفيق وقال "الناس التي في الميادين يمكن أن أقضي عليها في 12 دقيقة"؛ فوجدنا أن الأمر صعب جدا، وأننا على مشارف كارثة، ففي حزب النور قلنا لابد أن يكون لنا دور، وألا نقف موقف المتفرج، وكونا وفدا، وتم التواصل مع أطراف المشكلة، المجلس العسكري، والإخوان، والطرف الثالث وهو أحمد شفيق، وكانت كل هذه اللقاءات بهدف تهدئة الوضع. بهدف تهدئة الوضع.

وقال "مخيون": إن الحزب تعامل مع واقع أن "مرسي" رئيس الجمهورية، والأغلبية في مجلس النواب كانت للإخوان، كما تعاملت كل مؤسسات الدولة حتى المؤسسة العسكرية مع "محمد مرسي" على أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم الدستور.

وأوضح أن حزب النور كان حريصًا على نجاح التجربة، وللأسف الإخوان كانوا ينفردون بالقرارات ولم يكن هناك أي مشورة، ولم يستمعوا للنصح حتى مع وجود أعضاء من حزب النور في المجلس الاستشاري؛ الدكتور خالد علم الدين، والدكتور بسام الزرقا؛ إلا أنهم كانوا مهمشين، فكان وجودهم مجرد مسمى فقط ولم يكن لهم أي دور.

وتابع: أن الإخوان اتهموا الدكتور خالد علم الدين اتهامات باطلة ليس لها أساس من الصحة، ومع توقع حدوث بعض المخالفات منهم إلا أنه لم يُتصور أن يصلوا لهذه الدرجة من الافتراءات، خاصة أنهم صورة لتيار إسلامي يحكمه دين ومبادئ.

وذكر "مخيون" أن حزب النور قام بالرد على هذه الواقعة بعمل مؤتمر صحفي تكلم من خلاله الدكتور خالد علم الدين، وشرح ما حدث وبين الأمر على حقيقته، كما أعلن الدكتور بسام الزرقا استقالته كمستشار لرئيس الجمهورية في نفس المؤتمر.

وقال "مخيون": إن هدفنا الأول في صياغة الدستور 2012 كان الحفاظ على الهوية والشريعة الإسلامية ووجود مادة تحفظ دور الأزهر، ووقفنا بالمرصاد لأي مواد بالدستور تصادم الهوية والشريعة الإسلامية، موضحا أن صدام حزب النور في صياغة الدستور كان مع العلمانيين والليبراليين؛ إذ إن هناك اختلاف في الأيدولوجيات، ولكن كان ذلك في نطاق الحوار والمناقشة إلى أن نخرج بصيغة نتوافق عليها.

وتابع: اختلافنا مع الإخوان كان في كيفية إدارة المشهد؛ وذكر مثالًا أثناء تشكيل اللجان في برلمان 2012؛ بأن حزب النور كان يرى أن يكون التقسيم بالحصص؛ فحسب تواجد كل حزب تكون حصته، قائلا "فوجئنا بأن الإخوان قاموا بإجراء تشكيل اللجان في غياب الأحزاب الأخرى؛ فاعترضنا اعتراضًا شديدًا، ودعونا كل الأحزاب للاجتماع؛ لمواجهة روح الهيمنة هذه، فعندما عرفوا بذلك عرضوا علينا حصة لنا فقط لكن نحن رفضنا". مشيرا إلى تخوف النور من زيادة الاستقطاب بهذه الطريقة.

وأضاف "مخيون": انسحبت بعض الأحزاب عند توزيع الحصص فعُرض علينا حصة هذه الأحزاب ونحن رفضنا، وكان هذا موقفًا كاشفًا لمدى تعاملنا مع القوى الموجودة على الساحة، فالبعض كان في اعتقادهم أن حزب النور حزب متشدد، ونحن في الثوابت متشددون، ولكن في الأمور التي فيها اجتهاد ومرونة؛ فنحن مرنون جدًا في التعامل مع الآخرين.

وقال: إن الإخوان وأنصارهم اتفقوا على اعتصام رابعة يوم 21 يونيو، وتم تمهيد وحشد الأحزاب الإسلامية باعتبار أن مظاهرة 30/6 ضد الإسلام وضد الشريعة والرئيس المسلم، ونحن علمنا الحقيقة وقلنا: إن هؤلاء المعارضين ليسوا ضد الدين، وهم مسلمون موحدون، ولكن هؤلاء الناس لهم مطالب معيشية.

وأضاف أن الإخوان المسلمين صدّروا أن المعارضة ضد الدين ورفعوا هم راية الشريعة؛ لجذب المتعاطفين والأصوات الإسلامية، وبالفعل نجحوا في جذب الكثير من المنتمين، وبعض الناس خُدعوا بهذا الشعار، ونحن نفهم القضية، وكل الأطراف مسلمين، ولا نريد أن نواجه الأزمة بحشد وحشد مضاد؛ وبهذا تحدث حرب أهلية، وهذا من المبدأ مرفوض تمامًا بالنسبة لنا، ولكن -مع الأسف الشديد- هم أخذوا القرار ومضوا في خطوات تنفيذه.

وأكد رئيس مجلس شيوخ حزب النور، على أن الإخوان كان لديهم علم مسبق بفض رابعة قبل بدء الفض بـ 6 ساعات، وأصدروا تعليمات لكل كوادر وقيادات الإخوان بمغادرة الاعتصام، مخلفين ورائهم المتعاطفين معهم، الأمر الذي لا يوصف إلا بالخيانة العظمى لهولاء الذين خُدعوا بشعارات رنانه حماسية كاذبة صدرت من أفواه الإخوان.

واستشهد "مخيون" على كلامه بما صدر عن موقع "رصد"، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، بأنه تم فض عنابر الإعلاميين؛ لاستقبال الجثث والجرحى، مشيرا إلى أنه تم ترك اثنين أو ثلاثة على المنصة؛ لتثبيت المتعاطفين، وإقناعهم بعدم المغادرة وفض الاعتصام، قائلا «وهو أمر عجيب!».

وأضاف أن الإخوان كان لديهم ثقة وقناعة بأن النهضة ورابعة لن يأتيا بـ«مرسي»، ولكن كان هناك هدف خبيث من وراء حشد الناس وهو إحداث زخم لمدهم بالقوة في المفاوضات؛ للحصول على أعلى المكاسب غير عابئين بأرواح الغير، وكانوا يأملون في انقسام الجيش المصري بكثرة الحشد أيضا والزخم، ولكن بين الواقع لهم زيف آمالهم، وخيبة أعمالهم، واستحالة حدوث ذلك.

وتساءل رئيس «شيوخ النور»: كيف يتسنى لمن حشد الناس أن يغادر الاعتصام وحده تاركا وراءه من حشده؟، مؤكدا أن الإخوان رفضوا الفض السلمي للاعتصام، واختاروا المتاجرة بالأرواح، مشيرا إلى أن حزب النور كان في معركة حقيقية من أجل الحفاظ على أرواح أبنائنا وإنقاذ الوطن.

وتابع: في يوم 29 يونيو جاءني اتصال من الرئاسة، بأن هناك اجتماع للأحزاب الإسلامية مع الدكتور محمد مرسي في قصر القبة الساعة الثامنة مساءً -حينها كانت الساعة السادسة ومن الصعب وصولي إلى القاهرة في هذا الوقت- تواصلت مع المهندس جلال مرة، الأمين العام لحزب النور ليحضر مكاني، وبالفعل حضر المهندس جلال مرة، وكان الاجتماع بسبب المبادرة المقدمة من القوات المسلحة، وكانت شبه مطابقة للمبادرة المقدمة من حزب النور؛ مبادرة سهلة وبسيطة، لا فيها انتخابات رئاسية مبكرة ولا عزل الرئيس.

وبين "مخيون" ما تم خلال الاجتماع حيث أن أول من تكلم هو "سعد الكتاتني"، وقال "إن المبادرة هذه ليست لها قيمة، وما دخل الجيش بالموضوع، وبعد الخطاب الأخير للرئيس تحول كل الشعب إلى مؤيد للرئيس محمد مرسي"، ثم تكلم الباقي منهم من قال "إن من في الميدان (بلطجية)، ولا تلتفت"، ثم تكلم المهندس جلال مرة وقال "إن الوضع في خطر، ولابد من وجود حلول"، ولكن لم يجد مؤيدا؛ فكل الموجودون مؤيدون لكلام الكتاتني، ولم تحدث استجابة؛ فدعوا للنزول، والخطاب على منصة رابعة كان خطابًا شنيعًا، كان إعلان حرب، وقسموا الشعب إلى قسمين؛ إسلامي وغير إسلامي، واتهمونا بالخيانة.

وقال: إن الحراك الثوري في الشارع المصري ضد حركة الإخوان ازداد أثره عند ظهور حركة تمرد في نهاية إبريل ٢٠١٣؛ إذ تجاوب الشارع مع هذه الحركة على الرغم من عدم معرفة الغالبية العظمى ما هي «تمرد»، ولكن انبعث هذا التجاوب كرهًا وسخطًا على الوضع السياسي القائم حين ذاك والمشاكل المعيشة أيضًا.

وأوضح أنه كان على «مرسي» التراجع؛ للتخفيف من حدة الغضب الذي اجتاح الشعب المصري، والمواطن البسيط، ولكنه لم يستشعر خطورة الأمر، بل زاد الأمر سوءًا؛ فعمل على تغير المحافظين بمحافظين إخوان، وذلك كخطوة من خطوات أخونة الدولة المصرية؛ فكان ما كان في ٣٠ يونيو.

وأكد رئيس «شيوخ النور»، أن حزب النور علم ما جهله الإخوان من خطورة الوضع، ودعا مكتب الإرشاد إلى الجلوس معه، وعرض حزب النور الحلول الممكنة لحل الأزمة، ولكن رد مكتب الإرشاد، الذي انعقد في الإسكندرية على مستوي رفيع؛ إذ كان من ضمن ممثلي الإخوان (محمود عزت، وغزلان، وحسين إبراهيم)، جعلنا نتفاجئ بردود تعبر عن أُناس مغيبة أو أنهم يستخفون بالأمر.

وردا على سؤال "لو عاد الزمن مرة أخرى؛ هل تتوقع أن يغير الإخوان من موقفهم؟"، أوضح رئيس "شيوخ النور"، أن فكر الإخوان المسلمين شيء متأصل فيهم ولو أعيدت التجربة مائة مرة سيسلكون نفس المسلك؛ بدليل أنهم لا يزالون في طريقهم الصدامي، وبداية التصحيح الاعتراف بالخطأ، وهم لم يعترفوا بخطأهم، بل ما زالوا يخونون من يخالفهم الرأي ويرون أنهم وحدهم على الحق، مشيرا إلى أن الدكتور راغب السرجاني كان من الإخوان المسلمين، لكنه سلك مسلكا مخالفا لهم، وأخذ موقفا مشابه لموقف حزب النور؛ فقاموا بمهاجمته ومنهم من كفره؛ فكانت من آخر مقالاته الموجهة لهم بعد هذه الأحداث "ولكن لا تحبون الناصحين".

وقال الدكتور يونس مخيون: إننا نصحنا الإخوان المسلمين في 15 يونيو بتأجيل إعلان حركة المحافظين، وعدم وضع البنزين على النار، وأكدنا لهم أن هذا الإعلان ليس فيه رؤية سياسية ويفتقد الحنكة، مشيرا إلى أنهم لم يستجيبوا ولم يكن هناك أي قيمة عندهم لـ30 يونيو.

وأوضح "مخيون" أن حزب النور قدم خلال الاجتماع معهم ورقة برؤيته وقتها لتكون شهادة عليهم، مضيفا أن الإخوان المسلمين دعوا الأحزاب الإسلامية لعقد اجتماعين بمقر حزب الحرية والعدالة؛ بحجة مناقشة مشكلة سد النهضة وهذا كان الأمر المعلن، لكن الحقيقة كانت الاجتماعات هدفها مقابلة الحشود بحشود مضادة وهو بداية التفكير في عمل اعتصام رابعة.

وأشار رئيس "شيوخ النور"، إلى أن الحزب شارك في الاجتماع الأول وعندما علم نية الإخوان وأنهم يريدون توريط حزب النور وجره لمربع العنف رفض المشاركة في الاجتماع الثاني في 21 يونيو وهو الذي أعلنوا فيه عن مليونية رابعة التي رفضها حزب النور بشكل تام وقطعي.

وقال: إن الجلسة التي عقدها المجلس العسكري مع القوى السياسية قبيل قرار عزل الدكتور محمد مرسي من الرئاسة، تم طرح اقتراح فيها بأن يعطى "مرسي" فرصة أخيرة بأن يذهب من يكلمه، ورغم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان وزيرا للدفاع وقتها لم يتكلم، فإن كل المشاركين في الجلسة رفضوا هذا المقترح، ووقتها استشعرنا أن الأمر انتهى والدكتور محمد مرسي لم يعد في السلطة.

وأكد "مخيون" أن حزب النور له رؤية إصلاحية وكان لابد أن يشارك بها في المرحلة القادمة، خاصة أننا أصبحنا في مرحلة مفترق طرق، مشددا على أن من خرج من الشعب مطالبا بعزل مرسي لم يكونوا ضد الإسلام ولم يرفعوا شعارات ضد الدين، لكنهم خرجوا لحدوث فشل في إدارة الدولة والاحتقان والمشاكل المعيشية.

وأشار رئيس "شيوخ النور"، إلى أن مشاركة الحزب في بيان 3 يوليو أفشل ما كان يسعى إليه الإخوان من تحويل مطالب الشعب لثورة ضد الدين، مؤكدا أن مشاركة الحزب نزعت فتيل إمكانية وجود حرب دينية، لافتا إلى أن مشاركة حزب النور لم تكن مشاركة صورية لتحسين المشهد، بل كانت مشاركة هامة؛ لأن الدولة داخلة على مرحلة خطيرة.

وأكد أن الحزب تعرض لهجوم شديد من الإخوان المسلمين بعد موقفه من 3 يوليو وإعلان عزل الدكتور محمد مرسي، وصل إلى حد التهديد بالقتل ومحاولة اغتيالات قيادات الحزب.

وأوضح أن منزل الدكتور ياسر برهامي تعرض للهجوم من قبل الإخوان المسلمين وقاموا بسبه بأفظع الألفاظ، قائلا: إن مجموعات من داعمي الإخوان وضعوا قائمة اغتيالات من ضمنها أنا والدكتور ياسر وشيخ الأزهر وقيادات حزب النور.

وأشار رئيس "شيوخ النور"، إلى أنه وصله تهديدات بالقتل شخصيا، كما تعرض الدكتور ياسر برهامي لمحاولة اغتيال وأحبطها الأمن؛ إذ قام بالقبض على مجموعة كانت تخطط لاغتياله.

وقال "مخيون": إن من الدين والشرع الحفاظ على الوطن؛ لأن الشرع حض على الحفاظ على الكليات الخمسة وهي: الدين، والعقل، والنسل، والمال، والعرض، وهذه الكليات لا يمكن المحافظة عليها إلا من خلال وجود وطن؛ وإذا انهار الوطن لا يمكن الحفاظ على أي منها.

وأشار رئيس "شيوخ النور"، إلى أن الإخوان المسلمين كانوا يتمنون خراب مصر ومنهم من كان يتمنى أن تتحول مصر كسوريا ويقولون: فلتخرب البلد ونقوم بإعمارها من جديد، متسائلا "هل هناك مركب غرقت ثم خرجت ونهضت مرة أخرى؟"، مؤكدا أن كل الشواهد التي حولنا ومنها بلاد بجوارنا تشهد على ذلك ولم تنهض تلك البلاد بعد خرابها.