عاجل

"برهامي": اتباع النبي ﷺ ثاني أصول الدين ويشمل الاتباع في الأصول والفروع والعقيدة والعمل والسلوك والظاهر والباطن

  • 65
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن قضية اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي الأصل الثاني لدين الله؛ فالأصل الأول: هو توحيد الله -عز وجل- توحيد المعبود "لا إله إلا الله"، والأصل الثاني: توحيد المتبوع محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو الذي يُتبع، قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31]، مؤكدا أن هذا يشمل اتباع النبي في الأصول والفروع في الظاهر والباطن، ولاشك في العقيدة والعمل والسلوك؛ فكل سنة الرسول هي ما جاء به النبي؛ فكان من كذّب القرآن لا يصح منه إيمان ولا عمل؛ لأنه لم يتبع الرسول، قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32].

وأضاف "برهامي" -خلال كلمته في ندوة الدعوة السلفية بعنوان "فاتبعوني"-: فمن كَره النبي فهو كافر، أو من استجاز أن يعمل بشريعة منسوخة ولم يتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى لو صدّق بنبوته، ولكنه قال لا تلزمنا شريعته، فهو كافر وإن ادعى حب النبي، مؤكدًا أن قضية الاتباع في العقيدة والعمل والأخلاق والسلوك من أعظم الأصول، وكذلك إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت؛ فالأصول والفروع كلاهما واجب الاتباع، وأمور العقيدة واجبة الاتباع لا يجوز لأحد بعد أن يعلم سنة الرسول أن يخالفها وإن كانت العقيدة أهم، ومن ذلك مسائل الإيمان والكفر، والقول في الصحابة وآل البيت، وأقوال الرافضة ممن يطعن في رسول الله ويكفرون الصحابة كلهم شر أهل البدع.

وأوضح أن الواجب على المسلم أن يتبع الرسول فيما جاء به من بيان أمور الاعتقاد وكذلك العمل، والعقيدة مهمة، لكن العمل هو الذي يظهر للناس والتزامه بالسنة، فإن كان الواجب على المسلم أن يكون باطنه على ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأمور القلبية الواجبة والأمور المحرمة، التي قد يكون قدر ذرة واحدة منها مثل الكبر مانعًا من دخول الجنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْر" [صحيح مسلم].

وأشار "برهامي" إلى أن الاتباع في العقيدة أمر لازم كما أن العمل أمر لازم؛ لذلك نقول: إن قضية الاتباع في العقيدة والعمل، وفي الأصول والاصطلاح، وهم ما يعنون به مسائل الاعتقاد، وإن كان الصحيح أن يقال: إن مسائل الأصول هي المسائل الكبرى المجمع عليها في الكتاب والسنة، سواء كانت في العقيدة أو العمل أو الأخلاق والسلوك، فإن مثلًا من أعظم الأصول إقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت رغم أنها عند مصطلح المتأخرين أو عقيدة من تكلموا أن مسائل الأصول مسائل الاعتقاد يجعلونها مسائل من الفروع؛ لذلك قلنا: إن الأصول هي العقائد والفروع هي العمل كلاهما واجب الاتباع، والأفضل أن نقول: إن المسائل الكبرى في العقيدة والعمل هي مسائل الأصول، والمسائل التي لم يجمع عليها سواء كانت مسائل في العقيدة، وهي نادرة، أو في المسائل العملية وهي الأكثر، فإن ذلك كله واجب الاتباع لا يجوز لأحد بعد أن يعلم سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يخالفها.

وتابع: فلابد من إصلاح الباطن من صلاح القلب وعدم وجود الأمراض القلبية، مثل: الحسد والغل والعجب والقسوة والغفلة والذلة والمسكنة والعجز والكسل؛ فإنها أمراض ضعف الإرادة والعزيمة على طاعة الله، فيجب على المسلم التخلي عن ذلك كله، وأن يبغض الكفر والكافرين، وأن يخاف الله وحده ولا يخاف غير الله، ويرجو الله وحده ويرجو ما عنده وحده، وأن يتوكل على الله لا على غيره، وأن يصبر لله لا لغيره، وأن يفتقر لله لا لغيره، وأن يحمد الله لا غيره، فالله مصدر النعم فما بنا من نعمة فمن الله -سبحانه وتعالى-، وكذلك الإخلاص في العمل لله يريد وجه الله ولا يريد عرض الدنيا، قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15 و16].

وشدد نائب رئيس الدعوة السلفية على وجوب اتباع الأمور الظاهرة فيما يلزم من شكل الإنسان، فقال: مثلًا ستر العورة من الواجبات، وكشف العورة من المحرمات، بل الظاهر أنها من الكبائر، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا" [رواه مسلم].