• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • نائب رئيس الدعوة السلفية: الأقصى قضية عقيدة.. ومن يحاول أن ينسي الناس آيات القرآن لن يُفلح فالقرآن محفوظ من الله

نائب رئيس الدعوة السلفية: الأقصى قضية عقيدة.. ومن يحاول أن ينسي الناس آيات القرآن لن يُفلح فالقرآن محفوظ من الله

"برهامي": الدين الإبراهيمي كفر يمهدون له بنشر مساواة الأديان وعقيدة الجبر ووحدة الوجود

  • 120
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

رد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية بمصر، على سؤال "هل الصراع بيننا وبين اليهود صراع سياسي أو على الأرض والموارد؟! أم أنه صراع في الأصل على الدين؟"، مؤكدًا أن هذه القضية مبنية على فهم القرآن وفهم السنة والسيرة النبوية، وكيف تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- وكيف تعامل اليهود أيضًا، مشيرًا إلى أن آيات القرآن بينت كيف تعاملوا وبينت أيضًا الواجب علينا.

وأضاف "برهامي" -خلال كلمته بالندوة الكبرى للدعوة السلفية بعنوان "نحن والأقصى واليهود"، مساء الثلاثاء- أنه مهما حاول البعض تهميش قضية الدين لكي يتمكن اليهود من خلال مخططات متعددة من السيطرة على الأرض التي اغتصبوها باسم الدين، والدولة التي أسسوها باسم الدين، ويُقال عنها دولة قومية، بينما هي تجمع قوميات، وإنما هي في الحقيقة دولة دينية، وإن لم تكن ملتزمة بالتوراة.

وأوضح أن اليهود لم يُحكِّموا التوراة، ولا النصارى الذين يوالونهم حكّموا الإنجيل، وإنما هي قضية عنصرية باسم الدين بأنهم يريدون القدس عاصمة أبدية، كما يزعمون ووالله لن تكون. وكذلك يريدون أن يأخذوا المسجد الأقصى ويعيدوا بناء الهيكل المزعوم، والحقيقة أنه إنما كان هو المسجد الأقصى الذي بناه سليمان عليه السلام.

وأكد "برهامي" أن القضية قضية اعتقادية؛ لأن ما ورد في القرآن يجب أن يعتقده كل مسلم ومسلمة، ومن ظن أنه يمكن أن يترك المسلمون القرآن لينصرفوا إلى الدين الإبراهيمي الجديد الذي أسسه أحد اليهود أو مجموعة منهم في جامعة هارفارد منذ نحو العشرين سنة، يهدفون فيه إلى خداع المسلمين بأن الأديان الثلاثة شيء واحد على ما هي عليه، والرسل الثلاثة موسى وعيسى ومحمد -صلوات الله عليهم- جاءوا بدين واحد، وهذا لاشك فيه، ولكن ما جاءوا به هو التوحيد لله -عز وجل- والاتباع للرسول كلٌ في زمنه، ثم كانت بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثة خاتمة للرسالات؛ فوجب اتباعه على جميع أهل الأرض، قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158].

وبالتالي فلا نجاة ولا رحمة عند الله إلا باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 156/157].


قبول الدين الإبراهيمي كفر بالله.. يمهدون له بمساواة الأديان وعقيدة الجبر ووحدة الوجود واعتقاد أن حفظ الدين يقتضي حفظ جميع الأديان


وأوضح نائب رئيس الدعوة السلفية أن قبول الدين الإبراهيمي مناقض لدين الإسلام وكفر بالله -عز وجل- وقبول للشرك ورضى به، وقبول لتكذيب نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- ورسالته للناس كافة؛ ولا يُتصور أن يقبل المسلمون ذلك. ومن يمهد له بقضية مساواة الأديان من خلال عقيدة الجبر الموجودة عند طوائف من الصوفية، واعتقاد أن حفظ الدين يقتضي حفظ جميع الأديان؛ لعدم معارضة الله فيما أراده كونًا كما يقوله بعضهم، فضلًا عن عقيدة وحدة الوجود، مشيرا إلى أن كل هذه التُرهات والضلالات والكفريات لن يقوم لها قائمة وستهدم بإذن الله؛ لأن شهادة "أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" أساس هذا الدين، وهي مستقرة في نفوس مليار و700 مليون مسلم إلا من كفر وهم قلة ومن شذ.

وتابع "برهامي": إن الصراع في حقيقته حول الإيمان بالله -عز وجل- ربًا للعالمين لا لليهود فقط، الذين يعتقدون هذا الاعتقاد الفاسد. ولذا استحلوا أن ينشروا في الأمم الإلحاد والوجودية والفكر الجنسي لفرويد والشيوعية والبلشفية وكل هؤلاء يهود، والثورات التي سفكت من دماء الناس جميعًا والمسلمين خصوصًا عشرات الملايين.

وقال نائب رئيس الدعوة السلفية: فكل هؤلاء يهود؛ فماركس يهودي، ولينين يهودي، وفرويد يهودي، وجان بول سارتر الوجودي يهودي، ومعظم وسائل الإعلام التي تُروج لمساواة الأديان يهودية، كل هذا ليبقى لهم ما يتصورون أنه دينهم فقط؛ لذلك نقول: إن قضية الصراع مع اليهود هي حول الإيمان بآيات القرآن لذلك لا يمكن أن نترك آيات القرآن، ومن يحاول أن ينسي الناس آيات القرآن لن يُفلح؛ فالقرآن محفوظ، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].