عاجل

الحضارة الغربية العارية.. "أبو الحسن": غزة فضحت زيف حقوق الإنسان والديمقراطية الأمريكية الكاذبة

إسرائيل تسوق الغرب كما تساق البهائم والتاجر اليهودي المرابي له اليد الطولى على سياسيات الغرب

  • 24
الفتح - غريب أبو الحسن الكاتب والمفكر الإسلامي

قال غريب أبو الحسن، الكاتب والمفكر الإسلامي: إن العدوان والقصف الصهيوني على غزة، كشف الحضارة الغربية العارية؛ وفضح ثياب الزيف التي يرتديها الغرب، ولم تترك لها حتى ورقة التوت التي تداري بها سوأتها، مضيفًا أنه عندما استفاق العالم في صبيحة يوم السبت السابع من أكتوبر 2023 على وقع هجوم المقاومة الفلسطينية على الكيان المحتل وتكبيده خسائر فادحة في صفوف جنوده ومعداته وسمعته المدعاة حتى تسابقت الدول الغربية لإظهار الدعم المطلق لانتقام إسرائيل، وذرف الدموع على مَن قُتِل من الجنود المحتلين والهرولة نحو زيارة الكيان الصهيوني لإظهار كل أنواع الدعم.

وأشار "أبو الحسن" في مقال له نشرته الفتح في نسختها الإلكترونية بعنوان:"في غزة... إني أرى الحضارة الغربية عارية!"، إلى تحرك الأسطول الأمريكي البحري وحاملة طائراتها الأحدث وآلاف من جنود المارينز، والجسر الجوي المتصل والمستمر بآلاف الأطنان من القنابل والذخائر التي صبها الكيان الصهيوني على رأس أصحاب الأرض المحاصرين في غزة.

ونبَّه إلى صيحات قادة الدول الغربية في سباق محموم حول أهمية القضاء على المقاومة الفلسطينية، ووصمها بالإرهاب والوحشية، دون أدنى اعتبار لحق الشعوب المحتلة في مقاومة ومحاربة قوى الاحتلال والإجرام، وما شنَّه جيش الإجرام الصهيوني من حملة شعواء من القصف على كل أنحاء غزة؛ والقصف المتوحش على كل شيء من البنية التحتية والمدارس والجامعات والمساجد والمخابز والمنازل، وهدمت البيوت على رأس ساكنيها.

ونوه الكاتب بأن ما نقلته الكاميرات في غزة من مشاهد هي أبشع مِن حروب النازية وإجرام التتار؛ لافتًا إلى هدم الاحتلال لمستشفى المعمداني على مَن فيه مِن طواقم طبية ومرضى، وعلى رأس مَن فر إليه من المدنيين ممَّن ظن أن الإجرام الصهيوني لن يتجرأ على استهداف المستشفيات.

وأكد أن مَن يعلم نظرة اليهود للعالم مِن حولهم يدرك أن اليهود ينظرون للعالم حولهم على أنهم مجموعة من الحيوانات، مشيرًا إلى وصف الكيان الصهيوني للمقاومة الفلسطينية صراحة أنها مجموعة من الحيوانات البشرية، حتى يمهد للعالم ما سيفعله من قصف وتدمير لغزة. 

وأردف "أبو الحسن" أن إسرائيل تسوق الغرب كما تساق البهائم فيتحكمون في اقتصادهم وإعلامهم، وسياستهم وقادتهم تحكمًّا تامًّا، مؤكدًا أن الحكومات الغربية مستسلمة للوبي الصهيوني ببلادها، ولا زال التاجر اليهودي المرابي له اليد الطولى في رسم السياسة الغربية.

وتابع "رأيت الحضارة الغربية عارية عندما سمعت مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية ومذيع الجزيرة يسأله: هل ما قامت به إسرائيل في غزة من قتل الآلاف من المدنيين وتدمير البنية التحتية، وكل مظاهر الحياة... قال: أنا لست محاميًا، الموضوع يعود للمحكمة الدولية! وبعدها مباشرة سأله: هل ما قامت به حماس يوم 7/10 يعد جرائم حرب؟ رد مباشرة: نعم! ولم يقل له: لستُ محاميًا!". 

وشدد "أبو الحسن" على أن أحداث غزة كشفت زيف الحضارة الغربية وزيف شعارات حقوق الإنسان التي اتخذتها ذريعة للتدخل في شئون الدول الأخرى، متسائلًا: "كم من دولة تم القضاء على سلطتها واحتلالها بذريعة حقوق الإنسان وحماية الأقليات، أو بذريعة نشر الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والحرب على الدكتاتورية!، وكم من دولة تم حصارها وتجميد أصولها وفرض العقوبات عليها تحت ذريعة حقوق الإنسان، بل ربما أقامت الدول الغربية الدنيا من أجل ناشط أو حقوقي أو من أجل السماح بحرية الشواذ والمنحرفين أو من أجل التضامن مع من سب ودنس مقدسات الدول تحت زعم حرية الفكر، وبالأمس القريب رفض أحد لاعبي كرة القدم ارتداء شعار الشواذ في أحد المباريات؛ فتم عقابه واستبعاده وأعطيت له الدروس الأخلاقية: أنه لا يراعي حقوق الإنسان، بل سخرت المنصات العالمية نفسها من أجل نشر الشذوذ وتجميل صورة الشواذ، فأصبح الشواذ هم أبطال الأفلام والمسلسلات، بل وأفلام الكرتون التي تخاطب الأطفال، بل وأبطال ألعاب الفيديو جيم! طوفان من الدعم ومحاولات مستميتة من أجل فرض تلك الانحرافات على العالم!".

واستطرد الكاتب والمفكر الإسلامي "عرّت أحداث غزة الحضارة الغربية أمام المخدوعين بها الذين صدقوا أنها الحضارة التي تجعل حقوق الإنسان على رأس أولوياتها، وحقيقة الأمر: أن حقوق الإنسان لا تشغل بال الحضارة الغربية في شيء، فمنذ القِدَم وعلاقات الدول الأوربية ببعضها هي علاقة الحروب والإغارة والاستيلاء على الأراضي والقهر".