ميلاد جيل تربى تحت القصف

هند دياب

  • 35

قد ينظر الإنسان إلى الظواهر ويترك البواطن، فينظر إلى آلام المخاض وينسى فرحة الميلاد، فمن المِحن تأتي المنح يقول الله تعالى: "وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ"، وها نحن في محنة وبلاء عظيم فما يدور حولنا من أحداث في فلسطين لهو شيء جلل عظيم فهو ليس بالأمر الهين، فهي محنة صعبة تمر بنا جميعًا ولكن في ثناياها المنح، والموفق من تقع يده على المنح التي تحويها هذه المحن لتكون محور تغير عملي في الأفكار والأقوال، فالأفكار والأقوال لا تغير شيئًا من الواقع حتى تصبح هي واقعًا على الأرض فلننظر معًا من زاوية مختلفة وهي زاوية "ميلاد جيل جديد" يعيش القضية بكل تفاصيل أحداثها بعد أن كانوا لا يعلمون عنها شيئًا، فمن المهم شرح أصل قضية الأقصى وفلسطين للأطفال وربطهم بها لكي يعلموا أنها أرضهم المقدسة، وأن من حق أبناء شعب فلسطين الحرية والاستقلال وليتعلم أبناؤنا ثقافة وتاريخ أمتهم العربية الإسلامية.

ويجب أن نعمل على تعزيز الوعي والإدراك لديهم ليساعدهم ذلك على تطوير شعورهم بالأمل وينمي لديهم مهارات التفكير التحليلي ويحثهم على العمل البناء المقدور ولهذا كان لابد أن يتعلم أبناؤنا:

1 – فضائل المسجد الأقصى وتاريخه عن طريق القصص والفقرات الكرتونية والصورة وغيرها.

2 – أننا لن نسترد عزتنا ومجدنا وكرامتنا إلا إذا عُدنا إلى ديننا قال تعالى: "وكان حقًا علينا نصر المؤمنين".

3 – أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين ذهب إلى بيت المقدس في فلسطين ليستلم مفاتيح المسجد الأقصى خلع نعليه ودخل حافيًا ولكن لم يفطن أبوعبيدة -رضي الله عنه- لهذا المعنى وقال: "ما أود أن يراك الناس هكذا يا أمير المؤمنين" فقال عمر -رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله" فديننا مصدر عزتنا "ورضيت لكم الإسلام دينًا".

4 – أن أشد الناس عداء لأمة الإسلام هم اليهود قال تعالى: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ".

5 – حب وحماية الدين وكره اليهود الغاصبين، وعلقوا قلوبهم بتطهير وتحرير مقدسات المسلمين واجعلوا منهم جيلًا واعيًا مدركًا حقيقة اليهود ومن يناصرهم من دول العالم الغربي وغيرهم .

6 – أننا لا نحارب من أجل أشبار أرض بل عقيدة ودين ومقدسات المسلمين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأول قبلة لنا في الأرض.

7 – أن القدس إسلامية وستظل إسلامية.

8 – أننا نتألم لمصاب شعب فلسطين ونحزن لجرحاهم وقتلاهم.

9 – أن العاطفة وحدها لا تكفي ولكن لابد من إصلاح الذات وتغير المفاهيم والمساهمة في تغير الوعي المجتمعي بكل وسيلة شرعية.

10 – مساعدة الأبناء ليرسموا الأحداث وما يشعرون به وعلقوا لوحاتهم على الجدار ودعوهم يشاركون في الإذاعة المدرسية بنشر الوعي بالقضية.

11 – ارشدوا أبناءكم لقراءة الكتب والقصص عن الأقصى وفلسطين وافتحوا لهم أبواب العبادة.

12 – أعلموهم بأهمية الدعاء وأنه هو السلاح الأهم للنصر على الأعداء وهو السلاح الوحيد الذي يملكه عدوهم.. وأخيرًا: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"