استشارة أسرية

  • 23

الاستشارة:

"مرت امتحانات شهر نوفمبر وانفرط عقد الأولاد ولا يريدون الانتظام في شيء، كيف نستعيد نظامهم؟ فسرعان ما تأتي امتحانات آخر العام ولا زالت المناهج كبيرة لم يكملوها؟".

الجواب:

غاليتي أقدر قلقك على تسيب الأولاد بعد الامتحانات ولكن قد يكون من الطبيعي أن نترك بأنفسنا فسحة لكي يستطيعوا الانتظام ثانية؛ فنجاح التخطيط بشكل عام يعتمد على فكرة الإجازة الأسبوعية وأيضا الإجازات الشهرية أو الموسمية.

وطبيعي إذا حصل بعض الضغط للطفل أيام الامتحانات في المراجعة والتركيز فلا بد له من مكافأة وبعض الفسحة في الوقت، وتقليل وقت المذاكرة، ثم بعد أسبوع من الإجازة نعود إلى الروتين خطوة خطوة كأننا نبدأه من جديد؛ فنزيد ساعات المذاكرة نصف ساعة فساعة حتى يستطيعوا الانسجام من جديد..

وهذه فرصة لتعويد الطفل نفسه على النظام حيث يكون مدركًا لواجباته ومذاكرة الجديد وتقسيم مبسط منتظم للمراجعة تشرف فيه الأم عليه في البداية يوميًا ثم تتباعد مسافة الإشراف يومًا بعد يوم ثم يومين أسبوعيًا وهكذا، كلما أتقن وضعًا انتقل لما بعده مع وضع الإجازات والمكافآت العينية والتقدير والتشجيع دومًا بمفاهيم يستوعبها الأولاد ويشعرون بحماسهم لها وذلك عن طريق تثقيفهم بنماذج وقدوات كل في مجاله دون مقارنات ومع قصص قبل النوم.

وأيضا المديح الإيجابي حيث تشجعهم بذكر صفاتهم الإيجابية وما يدل عليها من المواقف فتنمو لديهم الثقة بذواتهم وينمو لديهم الأمل وحسن الظن بالله عز وجل، ومن ثم تبدأ امتحانات نصف العام فيثمر هذا الجهد مع وضع خطة مراجعة جديدة ومكافأة لما بعد الامتحانات.

وهذه الطريقة في انتظامها تثمر مع الأولاد، النظام ومعرفة مهامهم ومتابعتها ومسئوليتهم عنها ويدركون معنى حياتهم بما يحققونه وما يصبون إليه، والأم في هذا تقوم بدور القائد الذي يستطيع أن يوازن بين مهمة التوجيه ومهمة التشجيع كل في وقته وهذا ما يُنتج أفرادًا فعّالة في المجتمع، ولا شك أن الوالدين حين يكونا قدوة في السعي المحمود يتعلم الأبناء منهم في سمتهم قبل توجيههم.

 

وأشير هنا إلى أن استثمار الوالدين في أنفسهم وسعيهم لسكينتها وفلاحها هو استثمار في أبنائهما حيث يقتدون بهما وييسر عليهما توجيههم ويكون حافزًا لهم على المضي قُدُمًا.. وفق الله أبناءنا جميعًا لما يحب ويرضى.