بأياد مصرية.. الطاقة الشمسية تضيء صحراء أسوان

  • 37
الفتح - أرشيفية

في صحراء أسوان يسابق مهندسو وعمال محطة أبيدوس للطاقة الشمسية الزمن، ويبذلون قصارى جهدهم لإتمام مشروع المحطة ذات قدرة تبلغ ٥٦٠ ميجاواط بكوم أمبو بأسوان؛ لاستكمال مسيرة الشركة الأم "إيميا باور" في الوفاء بالتزاماتها وتسليم مشروعاتها قبل الموعد المتفق عليه.

محطة أبيدوس للطاقة الشمسية بكوم أمبو في محافظة أسوان جزء من استثمارات إيميا باور الإماراتية، التابعة لمجموعة النويس للاستثمار، في مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة بقدرة تتجاوز ١ جيجا واط، وتبلغ قدرتها الإنتاجية ٥٦٠ ميجا واط، بالاضافة إلى ٥٠٠ ميجا واط القدرة الإنتاجية لمحطة أمونت لطاقة الرياح بمنطقة رأس غارب.

من جانبه، أكد المهندس سمير ناصف المدير العام لشركة أبيدوس للطاقة الشمسية أن مصر دولة رائدة في القارة الإفريقية فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، كما أنها تطمح إلى تعظيم مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وفقا لاستراتيجيتها، وهي تقدم الدعم والمساندة للمستثمرين خاصة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.

وفيما يتعلق بالدور المجتمعي لمشروع أبيدوس، أشار إلى أن شركة أيميا باور دائما ما تضع نصب أعينها الدور المجتمعي لمشروعاتها وترك أثر جيد ومستدام لمشروعاتها على المجتمعات المحلية في مختلف الدول العاملة بها، موضحا أن إيميا باور تؤمن بأنه لا بد من أن يكون لمشروعاتها أثر إيجابي على المجتمع المحلي من خلال إشراكهم وإفادتهم، مما يجعل استثماراتها استثمارات مستدامة.

ولفت إلى أن الشركة استطاعت أن تقدم للمجتمع المحلي مفاهيم جديدة وثقافة حديثة في التشييد والبناء والاستدامة ومعايير السلامة والصحة المهنية، وهو ما تعتبره الشركة إنجازها الأكبر، بعد أن كان الفكر السائد هو الاعتماد على وجود المعدات والقوة البشرية فقط.

وأضاف أن شركات المقاولات المحلية أصبحت اليوم تمتلك أقساما إدارية متكاملة وتستعين بمهندسي السلامة والصحة المهنية والبيئة، كما ساهمت الشركة في رفع كفاءة الشركات المحلية في أسوان.

وقال إن إجراءات السلامة والصحة المهنية تأتي في مقدمة أولويات ومعايير اميا باور، حيث تؤمن في أن لكل عامل الحق في العودة إلى منزله آمنا.

وفيما يتعلق بزيارة وفد البنك الدولي لموقع المحطة في نوفمبر الماضي، أوضح أن مجهودات شركة أبيدوس وفريق عملها لاقت استحسان ورضى وفد البنك الدولي، خاصة فيما يتعلق بإجراءات السلامة والصحة المهنية، فيما تمحورت توصياتهم حول إجراء بعض التطوير والتحسينات، وهو أمر طبيعي لأنه دائما ما يكون هناك مجال لإجراء تحسينات.

 وأشار إلى أنه يتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع طبقا للجدول الزمني المحدد له.

بدوره، قال المهندس الشاذلي بغدادي نائب مدير المشروع بشركة "سي اي دي سي" الصينية (المقاول الرئيسي للمشروع)، إنه تم الانتهاء من ٩٥ بالمائة من عمليات التصميم للمشروع، بالإضافة إلى ٣١ بالمائة من إنشاءات المحطة، و٢٥ بالمائة من إنشاءات محطة الربط الفرعية، و٨٥ بالمائة من الأعمال الإنشائية لسور المحطة.

وأكد أن المشروع يمثل إضافة لمصر بوجه عام ومحافظة أسوان والمجتمع المحلي بقرية فارس بشكل خاص؛ إذ إن ٩٥ بالمائة من العاملين بالمستوى الاداري للمشروع هم مصريون، و١٠٠ بالمائة من العمالة داخل المشروع، مضيفا أن محطة أبيدوس للطاقة الشمسية ستكون نواة لنهضة المجتمع المحلي من خلال التكامل مع المشروعات القومية للدولة المصرية.

 وأوضح أن المشروع يعتمد على نحو ٦٤ مقاولا فرعيا من المجتمع المحلي، ما يعني أن كل المجتمع المحلي يشارك في هذا المشروع بطريقة أو بأخرى.

أما فيما يتعلق بالتحديات، أوضح بغدادي أن المشروع هو أحد أضخم مشاريع الطاقة الشمسية في إفريقيا، ويحتاج إلى كم معدات هائل وهو ما مثل تحديا في ظل تنفيذ عدة مشاريع قومية كبرى في الوقت نفسه، هذا بالاضافة إلى غياب ثقافة السلامة والصحة المهنية وهو ما استطاعت أن تغيره أيميا باور من خلال فريق التدريب الخاص بالمشروع.

ومن جانبه، قال المهندس إسلام الجندي مدير ادارة السلامة والصحة المهنية والبيئة في شركة أبيدوس إن الشركة تهدف لإنهاء المشروع دون أي إصابات.. ونؤمن بأن السلامة والصحة المهنية هي الأساس للوصول إلى أهداف المشروع.

 وأوضح أن ثقافة السلامة والصحة المهنية كانت التحدي الأكبر في بداية أعمال المشروع، خاصة مع المجتمع المحلي الذي لم يكن معتادا على ذلك، مشيرا إلى أن فريق التدريب الخاصة بإدارة السلامة والصحة المهنية أجرى ولا يزال يجري دورات تدريبية متخصصة في إجراءات السلامة والصحة المهنية الخاصة بكل مجموعة عمل داخل الموقع.

  وأضاف أن المشروع وصل إلى ٨٥٠ ألف ساعة عمل آمنة على الرغم من الصعوبات التي يواجهها مشروع بهذا الحجم من حيث الأعمال والقوى العاملة والمعدات، وفي إطار الظروف والبيئة المحيطة.

بدوره، أكد المقاول رعد من قرية فارس أن القرية استفادت من مشروع محطة أبيدوس للطاقة الشمسي، سواء من خلال عمليات التوريد أو التنفيذ، مشيرا إلى دور شركة إيميا باور في تحوله من توريد العمالة للمشروع إلى تكوين شركة منفذة متعددة الفرق والمهام.

وأضاف أن المشروع أثبت أن الشركات المحلية قادرة على تنفيذ أي مشروع حال توافرت لها الفرصة والتدريب الملائم، مشيرا إلى أن المشروع ساهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، مؤكدا أن كل شباب قرية فارس يشاركون في أعمال المشروع بطريقة أو أخرى.

هذا ويستمر العمل في موقع محطة أبيدوس للطاقة الشمسية على قدم وساق للوفاء بالتزام إيميا باور بانتهاء الأعمال في المحطة وتسليمها بحلول الـ ٢٧ من سبتمبر ٢٠٢٤، إذ أصبحت الأعمدة الحاملة للألواح الشمسية تغطي معظم مساحة موقع العمل، كما بدأت تتشكل ملامح قاعدة مبنى محطة الربط، إلى جانب بدء عمليات مد الكابلات داخل أرض المشروع.