عاجل

مالي وبوركينا فاسو والنيجر تنسحب من "إيكواس".. والنفوذ الروسي يتوسع

  • 21
الفتح - مالي وبوركينا فاسو والنيجر

انسحبت النيجر ومالي وبوركينا فاسو من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" وأرسلت الدول الثلاث خطابات رسمية للمنظمة تفيد بذلك، منوهين بأن المجموعة اتخذت عقوبات غير شرعية وغير إنسانية ضدهم بعد تغير الأنظمة الحاكمة فيها.

وبعدما زعمت إيكواس عدم تلقيها خطابات رسمية من الدول الثلاث، عادت وأعلنت أنها تسعى لحلول تفاوضية معهم.

وقبل الخروج من إيكواس انسحبت النيجر ومالي وبوركينا فاسو أيضًا من جميع هيئات مجموعة دول الساحل الخمس التم تم تأسيسها عام 2014-، كما أوصى وزراء خارجيتها بإنشاء اتحاد كونفدرالي يمهد إلى وحدة فيدرالية، كما أقاموا اتفاقية دفاع مشترك -ميثاق ليبتاكو- وذلك بعد انقلاب النيجر وتهديد دول مجموعة إيكواس بالتدخل عسكريًا، وترى النيجر ومالي وبوركينا فاسو أن إيكواس تخدم مصالح الغرب على حساب شعوبهم وسيادتهم.

وتتزامن مع التطورات في الدول الثلاث مخاوف غربية بعد استبدال الوجود الفرنسي بنفوذ روسي كبير وعلاقات متزايدة بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي مع موسكو دفعت الدول الثلاث إلى طرد الفرنسيين والخروج من المنظمات الإفريقية في خطوات يراها مراقبون أنها تحمل خسائر كبيرة للغرب وإيكواس ويحول ثروات جمَّة تتنوع بين النفط والذهب والمعادن المهمة إلى الروس، وهو ما ظهرت بوادره في لقاءات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالزعماء العسكريين للثلاث دول في موسكو وسان بطرسبرج، ولقاء نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف، بوزراء دفاع مالي والنيجر وبوركينا فاسو في باماكو، وإرسال مئات الضباط الروس لحماية الزعماء الثلاثة خاصة رئيس بوركينا فاسو إبراهيم تراوري.

وفي هذا السياق، يرى خبراء في الشأن الإفريقي أن انسحاب الدول الثلاث خسارة كبيرة لإيكواس، وأن المستقبل لا يحمل بينهم سوى مزيد من الصراع ولعل إلغاء النيجر تجريم الهجرة الشرعية إشارة في هذا الصدد، كما أن الدول الثلاث تحكمها مجالس عسكرية ترى ضرورة إنهاء الوجود الفرنسي في بلادهم، وأن في التقارب الروسي حل لأزماتهم الحالية، ولذلك صمموا على خروج القوات الفرنسية ودخول روسيا سريعًا لدعم النيجر وبوركينا فاسو ومالي في مواجهة أي عقوبات أو تهديدات، مؤكدين أن هذا الانسحاب سيعقبه خروج الدول الثلاث من أي تحالف أو اتفاق عسكري أو أمني مع فرنسا، كما سيمهد إلى خروج دول أخرى من إيكواس في ظل الاتهامات التي تواجهها المجموعة بالخضوع للغرب والانصياع له في استغلال ثرواتهم.

ويرى المهندس أحمد الشحات الكاتب والباحث في الشئون السياسية، أن ما يحدث في غرب إفريقيا تقوده الأطماع الأجنبية في ثروات القارة سواء في منطقة القرن الإفريقي، وصراع النفوذ بين باريس وموسكو في دول الساحل غرب القارة، لافتًا إلى أن الرئيس الروسي يزاحم الوجود الأوروبي والغربي في إفريقيا لينهب ثروات إفريقيا هو الآخر.

وأضاف الشحات في تصريح لـ "الفتح"، أنه إلى جانب صراع النفوذ وسيطرة الدول الكبرى على ثروات دول الساحل يوجد استشراء فساد وخلافات كبيرة في دول غرب إفريقيا، وأن معظم الانقلابات تكون عبارة عن استبدال رأس داخلي فاسد بآخر أو استبدال ولاء خارجي بغيره أيضًا.

وأكد أنه لا يوجد احتلال يسعى للحفاظ على مقدرات وثروات البلاد التي يحتلها، بل أن الاحتلال دائمًا يسعى إلى نهب هذه الثروات والاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة.