بعد انسحاب أكبر 3 دول.. إيكواس تواجه خسائر ومستقبل مضطرب

  • 18
الفتح - النيجر ومالي وبوركينا فاسو

أعلنت الأنظمة العسكرية الحاكمة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أمس الأحد، الانسحاب الفوري من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، في خطوة عدها محللون "تحمل حاليا خسارة كبيرة للمنظمة ومستقبلا مضطربا لتلك الدول"، وسط انعدام أي أفق قريب للحل.

إيكواس، التي تضم 15 دولة، وتأسست عام 1975 تلقت تلك الضربة ، من 3 دول مهمة ومؤثرة بغرب أفريقيا، ما يفتح الباب لاحتمال تصدعها، في ظل ضغوط غربية متصاعدة عليها لاسيما من فرنسا التي خرجت بوجودها وجنودها من الدول الثلاث واستمرار أنظمة الدول الثلاث في مواقفها الرافضة لأي عقوبات والمطالبة بالاعتراف بها.

والأنظمة العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر أعلنت في بيانها المشترك، أنهم "يقررون بسيادة كاملة الانسحاب الفوري لبوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مع تحملهم كافة مسؤولياتهم أمام التاريخ واستجابة لتوقعات وتطلعات شعوبهم".

وتواجه الدول الثلاث انعدامًا للأمن وعنفًا يرتكبه مسلحين، وتوترت علاقاتها مع إيكواس منذ أن استولى الجيش على السلطة في مالي عام 2020، وفي بوركينا فاسو عام 2022، وفي النيجر عام 2023.

وتحاول إيكواس وقف موجة الانقلابات والضغط من أجل عودة المدنيين إلى السلطة في أسرع وقت، وفرضت عقوبات شديدة على مالي والنيجر، وذهبت إلى حد التهديد باستخدام القوة إزاء الانقلابين النيجريين، وعلقت مشاركة الدول الثلاث في مؤسساتها.

ووقع قادة الأنظمة العسكرية الحاكمة في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، اتفاقا في 16 سبتمبر 2023 في باماكو، والذي بموجبه تتعهد الدول الثلاث بمساعدة بعضها البعض في حالة وقوع أي تمرد أو عدوان خارجي ضد أي منها، واعتبار أي اعتداء على سيادة وسلامة طرف أو أكثر من الأطراف الموقعة عليه، عدوانا على الأطراف الأخرى.

ووسط ضغوط فرنسية لاستعادة نفوذها الأفريقي المأزوم، وفق مراقبين، كان الحضور الروسي متواجد سريعًا، عقب الاتفاق العسكري الثلاثي، مع وصول نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف، باماكو والالتقاء بوزراء دفاع مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

ويذكر  أن إيكواس تأسست في عام 1975 بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية بين أعضائها الـ15، وشهدت دولها صراعات مسلحة، سواء مع انقلابات أو ضد جماعات تمرد أو أخرى إرهابية، وتنفي المنظمة عادة خضوعها لأي ضغوط غربية.

مقرها العاصمة النيجيرية أبوجا وتضم دول تتحدث الفرنسية، وهي: بوركينا فاسو وبنين وغينيا وساحل العاج ومالي والنيجر والسنغال وتوغو، إلى جانب أخرى ناطقة بالإنجليزية هي: غامبيا وغانا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون، وعضوان ناطقان بالبرتغالية، هما الرأس الأخضر وغينيا بيساو، وكانت المنظمة تضم موريتانيا لكنها انسحبت منها عام 2001.

يبلغ مجموع سكان مجموعة إيكواس نحو 350 مليون نسمة حسب إحصاءات تعود إلى عام 2021، بينما تبلغ مساحتها الإجمالية 5 ملايين كيلومتر مربع، أي 17% من إجمالي مساحة قارة أفريقيا.