عاجل

موضحًا شروط صحة التوبة.. "محمود عبد الحميد": الانقطاع عن المعصية ينبغي أن يكون لله خوفًا منه ورجاءً لثوابه

  • 31
الفتح - محمود عبد الحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال محمود عبد الحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية: إن التوبة تقع عامة وخاصة وهذه تقبل وهذه تقبل، فمن الممكن أن يتوب الإنسان من ذنب واحد وهو يعمل أكثر من ذنب فيتوب من ذنب ولم يتب من ذنب آخر فتقبل توبته من ذلك الذنب. والآخر تاب من جميع الذنوب، وتسمى هذه التوبة العامة ، وتقبل هذه التوبة العامة. لا يقال أن واحدا يشرب الخمر ويسرق فانقطع عن السرقة وبقي على شرب الخمر أنه لا تقبل توبته في انقطاعه عن السرقة، بل تقبل التوبة؛ لأن هذا فيه تقليل للشر والفساد.

وأضاف "عبد الحميد" -خلال كلمته بالندوة التي نظمتها الدعوة السلفية بعنوان "فاستبقوا الخيرات"-: لو قلنا لا تقبل التوبة الخاصة ، فإن الإنسان الذي كان سيتوب عن معصية لن يتوب عنها، وبالتالي ينتشر الشر والفساد ويكثر، فالتوبة العامة أن يتوب الإنسان من كل ذنب وخطيئة، والتوبة الخاصة أن يتوب من ذنب معين مع بقائه على ذنوب أخرى، كأن يتوب من الربا أو السرقة أو شرب الخمر أو غيرها مع بقائه على ذنوب أخرى.


 شروط صحة التوبة

وأوضح عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية أن لصحة التوبة شروطا  وهي:

الأول: الإخلاص، فلو أن شخصا أتى في آخر العمر وكان يتعاطى المخدرات والمسكرات، والأطباء قالوا له أنت لو استمررت ستموت، فانقطع عنها لا لله، ولكن لخشية الهلاك، لذلك نقول الانقطاع عن المعصية ينبغي أن يكون لله، خوفًا من الله، ورجاءً لثوابه ، وتقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، وسعيًا إلى رضا الله عز وجل؛ لأن الإخلاص شرط في قبول أي عمل كما ذكرنا.

الثاني: الندم على ما مضى من الذنب، والتأسف على فعل هذا الذنب، يعني يرى نفسه كيف فعل هذا الذنب وكيف اقترفه ويندم على هذا الفعل.

الثالث: الإقلاع عن الذنب أي ينبغي أن يقلع عن الذنب يترك الذنب الذي كان يفعله ويتركه في الحال.

الرابع: العزم على ألا يعود إليه مرة ثانية فيما يستقبل، فمن جحد مالًا، شخص أخذ من مال آخر وجحده، وبعدها قال أنا تبت إلى الله، وهو ما زال جاحدا للمال هذا ليس تائبًا، لابد أن يؤدي المال إلى صاحبه، حتى يكون قد أقلع عن الذنب.

الخامس: أن تكون التوبة في زمن الإمكان، لا في زمان عام، فالزمان العام: الذي هو عام لكل الناس الذي هو قرب الساعة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ يَقبَلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ" [أخرجه الترمذي]، هذا زمن خاص ما لم يغرغر، ما لم تحشرج الروح في حلقه، وما لم تطلع الشمس من مغربها، وهذا الزمن العام، إذا طلعت الشمس من مغربها لا يقبل الله سبحانه وتعالى توبة أحد في في جميع الخلق، فلا بد أن تكون التوبة في زمن الإمكان، ولذلك لما تاب فرعون قال: {قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90]، لم يقبلها الله سبحانه وتعالى منه؛ لأنها في غير زمن الإمكان.

السادس: إذا كان الذنب بين العبد وبين العباد فلابد أن يؤدي الحقوق إلى أهلها.