عاجل

الصيام مدرسة التقوى.. "أحمد فريد" يوضح ارتباط معاني التقوى بالصيام وعظم أجر الصائم عند الله عز وجل

  • 39
الفتح - الصيام مدرسة التقوى

قال الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: إن الله -سبحانه وتعالى- بين لنا في هذه الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] أهمية الصيام، مضيفًا أن الله -عز وجل- فرض علينا الصيام كما فرضه على الأمم السابقة لحاجة كل الأمم إلى شريعة الصيام، ثم أبان الله -عز وجل- عن حكمة فرضية الصيام فقال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أي: تصلون بالصيام إلى التقوى التي هي أعلى المراتب.


ارتباط التقوى بالصيام

وأوضح "فريد" -في مقال له بعنوان "رمضان شهر الصيام والصيام مدرسة التقوى" نشرته جريدة الفتح- أن كل العبادات توصل إلى تقوى الله -عز وجل-، لكن الصيام مِن بينها له خصوصية بتقوى الله -عز وجل-؛ لأنه يعود على المراقبة لله، فهو يتكون من نية باطنة لا يطلع عليها أحد إلا الله -عز وجل- وترك لشهوات يستخف بتناولها عادة مِن الطعام والشراب والشهوة، فلا تستطيع أن تحكم على عبد بأنه صائم، كذا قالوا في تعريف التقوى "هي علم القلب بقرب الرب -عز وجل-".


فضل الصيام

وأشار إلى أن الصيام سر بين العبد وربه؛ ولذا أضافه الله -عز وجل- إلى نفسه الشريفة من بين سائر العبادات، قال -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي" [متفق عليه]، فالأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله -عزوجل- أضعافًا كثيرة بغير حصر عدد، فإن الصيام من الصبر، وقد قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].


أنواع الصبر وارتباطه بالصيام

وأوضح "فريد" أن الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله -عز وجل-، وصبر على محارم الله، وصبر على الأقدار المؤلمة، وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم؛ فالصيام اختصه الله -عز وجل- من بين أعمال العباد وأضافه إليه.


أوجه إضافة الصيام إلى الله عز وجل

ولفت مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية إلى أن في إضافة الصيام إلى الله -عز وجل- وجهان:

أحدهما: أن الصيام مجرد ترك حظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي جُبلت على الميل إليها لله -عز وجل-، ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام؛ لأن الإحرام إنما ترك في الجماع ودواعيه من الطيب دون سائر الشهوات من الأكل والشرب، وكذلك الاعتكاف مع أنه تابع للصيام، وأما الصلاة وإن ترك المصلي فيها جميع الشهوات إلا أن مدتها لا تطول، فلا يجد المصلي فقد الطعام والشراب في صلاته.

الوجه الثاني: أن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره؛ ولذلك قيل: لا تكتبه الحفظة. وقيل: ليس فيه رياء، كذا قاله الإمام أحمد والله تعالى يحب من عباده أن يعاملوه سرًّا بينهم وبينه وأهل محبته يحبون أن يعاملوه سرًّا بينهم وبينه بحيث لا يطلع على معاملتهم إياه سواها.