معاملة الله للبشر بناءً على سلوكهم.. "فريد": انتشار الفواحش يؤذن بانهيار الغرب الكافر عن قريب

  • 13
الفتح - الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية

أوضح الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: أن سنة الله هي: الطريقة المتبعة في معاملة الله -تعالى- للبشر، بناءً على سلوكهم وأفعالهم، وموقفهم من شرع الله وأنبيائه، وما يترتب على ذلك من نتائج في الدنيا والآخرة، مضيفاً: وسنة الله -عز وجل- في خلقه لا تتبدل، ولا تتغير، قال -تعالى-: ﴿‌سُنَّةَ ‌اللَّهِ ‌فِي ‌الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [الأحزاب:٦٢]، وقال -تعالى-: (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ ‌تَحْوِيلًا) [فاطر:٤٣].


وأضاف "فريد" -في مقال له بعنوان "معارك حاسمة في تاريخ الإسلام (2)" نشرته جريدة الفتح-: فمن هذه السنن التي لا تتغير ولا تتبدل: سنة التغيير: قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ‌مَا ‌بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:١١]، مشيراً إلى أن انتشار الزنا والفواحش، وزواج المثليين -الرجل يتزوج الرجل، والمرأة تتزوج المرأة-، والربا، والظلم، والاستهزاء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، والبغي في الحضارة الغربية، يؤذن بانهيار الغرب الكافر عن قريب، متابعاً: وقد شاهدنا في عصرنا تسليط الطواعين عليهم، والبراكين، والحرائق، والعواصف، قال -تعالى-: (‌وَكَمْ ‌قَصَمْنَا ‌مِنْ ‌قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ . فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ) [الأنبياء:11-12].


وأشار إلى أن هذه الحضارة الغربية المعاصرة التي يبهر بها مَن بخس حظه من العلم النافع والعمل الصالح، تحمل في داخلها عوامل هدمها وزوالها، كما قال العلامة محمد رشيد رضا -رحمه الله-: "نعم الله -تعالى- على الأقوام والأمم منوطة ابتداءً ودوامًا بأخلاق وصفات، وعقائد وعوائد، وأعمال تقتضيها، فما دامت هذه الأشياء لاصقة بأنفسهم، متمكِّنة فيها، كانت النعم بثباتها حسب سنة الله -تعالى- في خلقه، فإذا هم غيَّروا ما بأنفسهم مِن تلك العقائد والأخلاق، وما يترتب عليها من محاسن الأعمال؛ غيَّر الله عندئذٍ ما بأنفسهم وسلب نعمته منهم، فصار الغني فقيرًا، والعزيز ذليلًا، والقوي ضعيفًا، وهذا هو الأصل المطرد في الأقوام والأمم، وهو كذلك في الأفراد، قال -تعالى-: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ . هَذَا ‌بَيَانٌ ‌لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:137-138].


وبين "فريد" أن عقلاء الغرب، شهدوا بقرب سقوط حضارتهم، حيث قال جون ديوتي -الفيلسوف الأمريكي المشهور-: "إن الحضارة التي ستسمح للعلم بتحطيم القِيَم المتعارف عليها، ولا تثق بقوة هذا العلم في خلق قِيَم حديثة؛ لهي حضارة تدمِّر نفسها بنفسها".