أصبحت الحياة لدى الكثير من الناس هذه الأيام بائسة مملة والبعض يتمنى الموت، لا يتذكرون النعم التي وهبها الله لنا دون مسألة، دائما ترى كلمات السخط تسقط من ألسنتهم عمدًا فهم لا يرون خيرُا في هذه الحياة لأن كل شيء أصبح باهظ الثمن
فهم اعتدوا على الرفاهية المطلقة، كل شيء متاح وفي متناول الجميع ما إن حل الغلاء ببلادنا حتى تراهم يائسين، لا يتذكرون النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، صحيح نحن نمر بأزمة كبيرة من غلاء الأسعار الذي أصبح لا يطاق ولكن اليأس والقنوط يجعل الإنسان يجحد نعم الله عليه.
يجب علينا أن نستقبل هذه المحن بالصبر والشكر والتضرع إلى الله عز وجل بأن يذهب عنا هذا الغلاء، لابد من التفكير والتدبير لا للسخط واليأس، الرزاق هو الله عز وجل هو من يعطي وهو الوهاب يهبنا كل شيء سبحانه له ملك السموات والأرض لا يعجزه شيء إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، هو الذي يطعمنا ويسقينا إذا ضاقت علينا الدنيا، فلا راحة ولا سعادة إلا بالقرب من الله، لا تنصتوا إلى المحبطين الذين يتوقعون الخراب والفقر وقلة الرزق كن عبدًا ربانيًا إذا ضاقت فلا مخرج لها إلا بحسن الظن والتوكل على الله سبحانه والرضا بقضاء الله وقدره أمر عظيم.
فوالله نحن في نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى وإذ اشتدت بنا المحن وضاقت بنا الأرض اتسعت لنا السماء فمن أوى إلى الله أواه وكفاه وأعطاه، لا بد أن نتعلم كيف ندبر أمورنا ونقتصد حتى تمر هذه الأزمة بسلام، كانَ رسُول الله يُحب الفالَ الحَسَن ويُكثر من قول أبْشِر، فبشروا الناس بالخير وبالسعة بعد الضيق، فلنسأل الله عز وجل أن تمر هذه المحن على خير وأن يرزقنا بعدها منحة تزيل عنا كل هم وغم فيها فرج وخيرات كثيرة.