استشارة أسرية

فاطمة أحمد صابر

  • 30

الاستشارة: كيف أُكَوِّن عادة القراءة وأربي أبنائي عليها؟

الجواب:

إن القراءة انفتاح على العالم، تغذي العقل وتنيره، وتفتح له كثيرًا من المدارك تعرفه عن نفسه وعن الآخرين وعن الحياة بشكل عام، وهي بذلك تهذب نفسه وتصلحه وتمنحه بعض الثقة في الأمور قبل اقتحامها؛ مما يزوده بقوة الصبر في الحياة كما قال تعالى على لسان الخضر: { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} وبالتالي فالقراءة ليست هواية إنما هي مهارة ضرورية لكل إنسان لا سيما في الحياة المتسارعة التي نحن بصددها اليوم.

ولتكوين عادة القراءة أو أي عادة جديدة في حياتك تحتاجين إلى أن تسألي نفسك لماذا أريد أن أفعل ذلك؟ اختاري كلمة محفزة وعلقيها أمامك أو اجعليها خلفية هاتفك المحمول، ومن ثم ابدئي بأقل عدد من الصفحات يمكنك المداومة عليه في يوم ضاغط ولو صفحة أو اثنين أو ثلاث بحسب استطاعتك، اختاري كتابًا يثير فضولك وليس كبيرًا ليكون دافعًا لكِ على الاستمرار.

اجعلي يومًا أو يومين في الأسبوع إجازة بعد كل كتاب كي تكتبي استفادتك وأثره في حياتك وتحتفلين بإنجازك.

ثم إن تربية الأبناء بالقدوة على عادة القراءة من أكثر ما يؤثر في نفوسهم حين يرون اهتمامك بالقراءة وأثرها الإيجابي على حياتك مع وجود كتب تناسب أعمارهم في مكتبتك سيفتح فضولهم نحوها.

والبدء مع السن الصغير يكون من ٦ أشهر بالبطاقات التي تحتوي على الصور مع تكرار أسمائها، ثم بفتح الكتاب المصور وحكاية القصص مع نظره للصور مرارًا وتكرارًا ونطلب من الطفل إعادتها، والبدء بالمحسوسات كالحيوانات والطعام ووسائل النقل والمواصلات ونحو ذلك، ثم حين يبدأ القراءة يقرأ قصة فيها سطر واحد؛ ليسهل عليه فهمها، ومن ثم نزيد في المادة المقروء، ونهتم بما يهتم به الطفل مع فتح المجال للقراءة الأساسية في كل المجالات، سواء القصص قصص القيم والسيرة والصحابة وعلو الهمة، وأساسيات العلوم الفيزياء والكيمياء والفلك نحوها..

ومن سن السادسة نبدأ في ربط المحسوسات بالمعاني المجردة خطوة بخطوة حتى يتفهمها الطفل مع مراعاة ألا تكون القراءة مهمة يُجْبر الطفل عليها بل هي وقت مرح وممتع يستمتع به الطفل ويُشْبِع فضوله الفطري نحو العلم والتعلم.. وفقنا الله وأبناءنا لما يحب ويرضى.