إن الدين عند الله الإسلام.. "برهامي": لا يكون إسلام إلا باتباع النبي ولا يقبل صرف ولا عدل ممن كذبه ﷺ

  • 37
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

أشار الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إلى قوله تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) [آل عمران:19]، فقال: جعل الله "الإسلام"؛ هذا الاسم الشريف المكرَّم عنده، عَلَمًا على الدين المقبول الذي لا يَقبل الله -عز وجل- دينًا سواه، كما قال: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران:85]، موضحاً أن الله -عز وجل- أوجب على جميع خلقه أن يسلموا له -سبحانه وتعالى-: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [آل عمران:83]، وقال -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].

وأكد "برهامي" -في مقال له بعنوان "هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ" نشرته جريدة الفتح- أنه ليس هناك إلا دين الإسلام الذي يقبله الله -عز وجل-، بأن يسلم الإنسان وجهته وعبادته لله وحده لا شريك له، وأن يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي دعا الناس إلى هذه الكلمة مجدِّدًا دعوة الأنبياء جميعًا؛ فإنهم دعوا إلى هذه الكلمة كلهم، قال -سبحانه وتعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:25]، مشيراً إلى أنهم جميعاً بدأوا بالدعوة إلى توحيد الله -سبحانه وتعالى-، كما قال الله عن أنبيائه جميعًا: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل:36]، وقال الله -سبحانه وتعالى-: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) [الحج:78].

وتابع: قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ﴾: أي أن الله -تعالى- سماكم المسلمين مِن قبْل هذا القرآن، مِن قبْل أن تولدوا وتوجدوا، (وَفِي هَذَا) أي: في هذا القرآن سماكم المسلمين (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)، مشيراً إلى أن مِن نعم الله العظيمة علينا: أن جعلنا موحدين لا نشرك به شيئًا، وجعلنا نقول: "لا إله إلا الله" بسهولةٍ ورفق، فإن مَن وُلد في الإسلام، فقد أتم الله -عز وجل- عليه نعمته، وجعله مِن أول نشأته على الهداية والفطرة المستقيمة؛ فهذه نعمة لا يقدرها كثير مِن المسلمين، ولا يرون فضل الله -عز وجل- العظيم عليهم في ذلك؛ لأنهم لم يقارنوا بينهم وبيْن غيرهم ممَن لم يُؤتَ رشده، ولم يُهدَ إلى الصراط المستقيم في أول نشأته.

وأكمل نائب رئيس الدعوة السلفية: ومِن نعمه علينا بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران:164]، مؤكداً أنه لا يكون إسلام إلا باتباع محمد -عليه الصلاة والسلام- كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) [متفق عليه]، مشيراً إلى أن هذا أمر لا يختلف فيه أهل الإسلام والإيمان، في أنه لا يُقبل صرفٌ ولا عدلٌ ممن كذَّب النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو ممن أبى متابعته ورضي بدين غير ما جاء به مِن دين الإسلام.