رمضان كما يراه الصغار

سناء الأشقر

  • 32

فكرتْ الأمُ مليًّا قبيل رمضان كيف تساعد أطفالها وتهيئهم للصيام؟، ثم هديت لفكرة أن يكون الحديث بينهم على شكل مجلس؛ ليكون أكثر تشويقًا وتثبيتًا للمعلومات، فدار بينهم كالآتي:

الأم: هل تعلمون يا أبنائي أننا تفصلنا عن رمضان أيام قليلة؟

أحمد: نعم يا أمي، فقد سمعت إمام المسجد يتحدث عن شهر رمضان، وقرأ قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

مريم: ولكن لماذا يفرح الناس بشهر رمضان؟، رغم ما يمرون به من تعب الصيام؟

الأم: إن رمضان يا أبنائي شهر كريم، وموسم يعظم الله فيه الأجر، ويفتح أبواب الخير لكل راغب، والصيام ركن من أركان الإسلام، ففي الحديث: بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)، ورمضان شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ففي الحديث: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) متفق عليه.

مريم: وما الصيام يا أمي؟

الأم: الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات، مع النية، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

أحمد: وهل نستطيع الصيام يا أمي؟

الأم: لابد أن تعلموا يا أبنائي أنه لا يجب الصيام على مَن لم يبلغ حدّ التكليف، ولكنه كسائر العبادات، لابد من التمرن والتدرب عليه؛ لتألفوه وقت التكليف، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يصوّمون أولادهم وهم صغار، ويذهبون بهم إلى المسجد فيجعلون لهم لعبة من العهن -الصوف- ليتلهون بها.

مريم: أنا متحمسة جدًا للصيام، ولكن هل من طريقة تساعدني؟

الأم: نعم يا بنيتي، ينبغي لولي أمر الطفل أن يبدأ بتمرينه على الصيام متى رآه مستعدًا لذلك، دون ضرر بالطفل، فلا ضرر ولا ضرار، ويمكنه اتباع بعض الخطوات التي تساعد الطفل على الصيام ومنها:

- نبدأ بتمرين الطفل تدريجيًا، كأن يصوم نصف يوم، من العصر للمغرب.

- إيقاظه للسحور ويستحب تأخير السحور، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، والإكثار من السوائل والألبان.

- ⁠إذا شعر الطفل بإعياء ورعشة أو دوخة، أو لاحظت الأم ذلك فلابد من الاستجابة فورًا وإطعامهم.

- ⁠الأطفال الذين يتناولون أدوية معينة، لابد من استشارة طبيبهم.

أحمد: ماذا لو لم تستطع مريم الصيام؟

الأم: إذا لم تستطع هذا العام؛ لصغر سنها أو عدم قدرتها، بالتأكيد ستستطيع العام المقبل إن شاء الله، وسنستمر بالمحاولة والتدريب.

مريم: شكراً لكما، سأحاول بالتأكيد.

أحمد: ولكن يا أمي، لماذا تهتمين بتدريبنا هذا الاهتمام الشديد؟

الأم: لأن رحمتنا بأبنائنا هي تربيتهم على شعائر الإسلام، فمن فرّط في ذلك كان ظالمًا لأبنائه ولنفسه أيضًا.

الجميع: الحمد لله الذي مَنَّ علينا برمضان.