إن الساعة آتية

هناء عبد الفتاح

  • 11

نتأمل كلام ربنا سبحانه وتعالى {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ}، كم لهذه الآية من رهبة في النفس لا تقل عن قول الله تعالى { أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} هذا كلام رب العالمين، إن الأمر جدٌّ وليس هزلًا فماذا أعددنا لذلك؟، أحيانًا تنزل الآية على قلوبنا موقعًا يليق بها، نشعر بذلك مع أحوال المسلمين في غزة والسودان وما يحل بهما من قتل ودمار ومجاعات، ونتذكر ربما يُشفى المريض ويزول البلاء كما شفى أيوب عليه السلام، وربما يطول البلاء حتى تلقى الله على ذلك، والله يختار لنا وهو أرحم بنا من أمهاتنا، كثيرون يهتفون متى نصر الله؟ وقد قالها الأنبياء -عليهم السلام- من قبل: هل تدرون ماذا بعد النصر؟

هذه الآية تخبرنا {قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}، النصر ليس النهاية، النصر بداية لواجب جديد {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} ما لنا من طريقٍ إلا طريق الله، الصراط المستقيم، على كل الأحوال ثم ماذا؟ ثم الساعة التي عرفنا الله بها، إما يوم القيامة أو ساعتنا وهي أجلنا، هيّا الهمة ونحن نستعد لشهر عظيم أدركه من أدركه وغاب عنه من جاءت ساعته.. خذوا ما آتيناكم بقوة.