صلة الرحم

هبه سعيد

  • 37
الفتح - صلة الرحم

تعلقت بعرش الرحمن مخافة القطيعة، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى قال: ذلك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأوا إن شئتم "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم"

أي تفسدون في الأرض بالمعاصي وقطع الأرحام والأرحام هم كل من تربطك بهم رحم أو صلة من جهة الأب أو الأم فكم تستجير الأرحام لله الآن؟ فكثير من الناس أخذتهم مشاغل الحياة عن التزاور والصلة فقد رغّب الله عباده في صلة الأرحام ووعدهم على ذلك أعالي الجنان ورهّب من قطع الأرحام، ولعن قاطعيها، فصلة الرحم من محاسن الشريعة الإسلامية ومكارمها التي وصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".

فلو تأملنا الحديث لوجدنا شهر رمضان يشمل الأعمال الأربعة من إفشاء للسلام وإطعام للطعام وصلاة بالليل وبقيت الرحم فرمضان فرصة عظيمة لاستعادة الصلة بين الأهل والأقارب حتى لو كانت صلة مقطوعة فهذه الأعمال سبب لدخول الجنة وامتثال لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في صلة الرحم وما لها من فضائل عظيمة فهي قرينة الإيمان ففي الحديث "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه"

 من ثمراتها سعه الرزق وطول العمر ومحبة الأهل والأقارب فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" فمن منا لا يحب أن يوسع الله له في رزقه وأن يزاد له في عمره بسبب صلة الرحم فهو عمل يسير إن شاء الله مع احتساب الأجر وخاصة ونحن في موسم الطاعة علينا استغلاله بالتزاور أو بحديث بالهاتف للسؤال عن الأهل والأقارب وتفقد من غاب منهم فهذا يجلب محبة العبد في قلوب الخلق وفقنا الله وإياكم لما فيه خيري الدنيا والآخرة.