داعية: على المسلم أن ينصت لما ضُرب له من أمثال في القرآن والسنة ثم يعي المفهوم والمقصود ثم ينطلق إلى التطبيق

  • 19
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

أشار الداعية الإسلامي سعيد السواح إلى قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ}[الحج: 73] قد جاء المنهج بالعديد من الأمثال سواء التي ذُكرت لنا في كتاب الله تعالى أو في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وأوضح "السواح" -في منشور له على صفحة "الفيس بوك"-: إن المطلوب من المسلم العاقل اللبيب الرشيد أن ينصت إنصاتًا إلى ما ضُرب له من أمثال، ثم يعي المفهوم ويُدرك المقصود ثم ينطلق إلى التفعيل والتطبيق.

وتابع: والمثل يُفرق ويُميز بين الناس، فترى المؤمن يعلم أن هذا حقٌ من ربه فيعتمد مدلوله ومفهومه، وأما غيره فيقول ماذا أراد الله بهذا مثلًا، هذا الذي طبع الله على قلبه وختم عليه وختم كذلك على سمعه وجعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله؟! قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُوَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } سورة [الحج: 73-74].

وأرشد "السواح" إلى معنى الآية السابقة أن هذا مثل ضربه الله لنا ليستبين لنا ضعف الآلهة التي يعبدها الناس من دون الله، فإن هذه الآلهة لو اجتمعت لكي تخلق ذبابة واحدة لعجزت عن ذلك بل ولا تستطيع مجتمعة أن تستخلص ما يسلبه الذباب منها لبيان ضعفها وحقارتها، فهي عاجزة عن حماية نفسها فضلاً عن غيرها.

كما أرشد أن في المثل القرآني بيان لضعف الآلهة التي عبدوها من دون الله وكذا ضعف المطلوب وهو الذباب، وبيان لضعف عقول من اتخذوها آلهة من دون الإله الحق سبحانه.

واستنكر الداعية الإسلامي متسائلًا فكيف تساوون بين الخالق والمخلوق؟! قائلًا لهؤلاء لبيان سفاهتهم وخفة عقولهم ، قال تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الأعراف: 191]، {وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ} [الأعراف: 192]

وتابع: نقول لمن أشرك بربه انظر إلى حقيقة هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله المعبود الحق {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[الأعراف: 19]، ونقول لهم ليقفوا على حقيقة آلهتهم التي اتخذوها آلهة من دون الله {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلا تُنظِرُونِ}[الأعراف: 19].

وأشار الداعية الإسلامي إلى استدلال الآيات، فهل لآلهتكم التي تزعمون أرجل يسعون بها معكم في حوائجكم؟! أم لهم أيد يدفعون بها عنكم وينصرونكم على من يريد بكم شراً أو مكروهاً؟!، أم لهم أعين ينظرون بها فيعرِّفونكم ما عاينوا وأبصروا مما يغيب عنكم فلم ترونه؟!، أم لهم آذان يسمعون بها فيخبرونكم بما لم تسمعوه؟! فعلام تعبدونها من دون الله تعالى وهي فاقدة بإقراركم هذه الآلات فلا تجلب لكم نفعًا أو تدفع عنكم مضرة. {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].