الإسلام جاء ليعم الأرض كلها دعوةً في البداية وسلطانًا في النهاية.. "برهامي": نبينا محمد ﷺ رسول للإنس والجن كافة

  • 33
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: إن قول الله عز وجل: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ} [التكوير: 27] يتضمن قضية عظيمة الأهمية بالنسبة إلى فهم المؤمن -وخصوصًا الداعي- لحقيقة هذا الدين وحدود دعوته، ألا وهي قضية عالمية دعوة الإسلام؛ فالإسلام قد جاء ليعم الأرض كلها، دعوةً في البداية وسلطانًا في النهاية، وقد بعث محمد -صلى الله عليه وسلم- رحمةً للعالمين، ولا بد أن تصل الرحمة إلى جميع العالم، لا تختص بقوم دون قوم، ولا بلد دون بلد، فليس هناك "شئون داخلية" للأمم لا دخل للإسلام بها، مشيرًا إلى أن دعوة الإسلام هي دعوة النوع الإنساني بأسره، ورسولهم محمد -صلى الله عليه وسلم- رسول إلى الإنس والجن، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعرف: 158].

وأكد "برهامي" -في مقال له بعنوان "عالمية الإسلام وحقوق الإنسان" نشرته جريدة الفتح- أن أرض الإسلام التي يجب على المسلمين أن يحرروها مِن عبادة الطواغيت هي الكرة الأرضية كلها، مشيرًا إلى أن الأرض أرض الله، والخلق كلهم عباد الله؛ فلا بد أن يَعْلوهم شرعه ودينه، فمن شاء بعد ذلك أن يكفر فلا يحق له أن يفرض كفره على غيره، وعلى أجيال مِن البشر قادمة، يعمي عليها الحق، ويلبس بالباطل والخداع الذي يسمى الإعلام، وما هو إلا "تجهيل" وتزوير؛ حتى يرى الناس الحق باطلًا، والنور ظلامًا، ويجعل أشقى طرق الحياة هي الطرق المثلى كما قالها آل فرعون: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [طه: 63]، متابعًا: ولكي يحجب عن الخلق نور الهدى الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-، وليعيش البشر أسوأ –والله- مِن حياة البهائم، بل حياة الشياطين.

وتابع رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: عالمية دعوة الإسلام نابعةٌ مِن حقيقة الغاية التي خُلِق مِن أجلها البشر، وهي عبادة الله عز وجل كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]؛ فلا يجوز أن يحرم الإنسان مِن هذا الذكر، الذي يتذكر به العالم حقيقة الحياة والوجود والبداية والنهاية، وكيف يعيش الحياة التي أرادها خالقها ومبدعها سبحانه.