"داعية سعودي" يقدم نصيحة للإخوان.. ويكشف أسباب دعم المملكة لمصر ونجاح المؤتمر الاقتصادي

  • 65
الملك سلمان

علق الداعية السعوي ، الدكتور محمد بن إبراهيم بن حسن السعيدي، على نتائج مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، حيث قال، بعد وفاة الملك عبدالله رحمه الله حدثت بعض المواقف بالغ البعض في تفسيرها وبنوا عليها أن سياسة المملكة تغيرت بالكامل عما كانت عليه في عهد الملك الراحل.

وأضاف السعيدي: ظن البعض أن مصر في عهد السيسي لن تكون العلاقة بها على ما يرام، مشيراً إلى أنه تحدث في إحدى القنوات أكثر من مرة وفي حوار صحفي لم يتم نشره حتى الآن مع موقع شؤون خليجية: أن الذي تغير في السياسة السعودية تجاه مصر وغيرها من الدول إنما هو التكتيك فقط، أي طريقة الوصول للهدف والمقصد وأسلوب تحقيق الرؤية.

وتابع الداعية السعيدي عبر موقعه، أن نتائج قمة شرم الشيخ الاقتصادية جاءت لتؤكد ما ذكرت حيث قدمت المملكة أربعة مليارات دولار في حزمة مساعدات لمصر منها مليار دولار عبارة عن وديعة توضع في البنك المركزي المصري.والسؤال الذي يتحتم البحث عن الإجابة عنه : لماذا هذا الحرص من السعودية في عهديها على دعم مصر في ظل قيادتها الحالية؟ أجاب ببساطة أبعد ما يكون عمَّا قد يأفكه البعض من كون ذلك للوقوف في وجه الإخوان والإسلام السياسي وأنه دعم للثورة المضادة وإمعان في إجهاض الربيع العربي، مضيفا الجواب بعيد جداً عن ذلك بل هو أيسر وأقرب للعقل والمنطق والمصلحة والرؤية السياسية من كل ذلك .

وأكد الدكتور حسن السعيدي، أن دول الخليج تمر بظرف استثنائي وهي فيه مهددة بإدخالها قي حرب مع قوى إقليمية ودولية، وكل ذلك لا يخفى على أحد، لذلك هي في حاجة لقيادة مصرية قوية تقول وتفعل، تستطيع أن تبرم معها اتفاقات دفاع مشترك وهي واثقة بقدرة هذه القيادة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، مشيراً إلى أنه من مصلحة دول الخليج في هذه الفترة الحرجة أن ترى مصر دولة مستقرة خالية من القلاقل والهموم الداخلية لتتفرغ وقت الحاجة إليها للهم الخارجي المشترك.

وتابع: إن الذين يتصورون أن القلاقل التي تحدث الآن في مصر مفيدة للمشروع الإسلامي الذي يحلمون به واهمون جداً، فالفوضى في مصر مفيدة الآن وأكثر من أي وقت مضى للدول التي تتربص بالمنطقة بأسرها وبدول الخليج والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، موضحا أن الجميل في المشروع السعودي الجديد، أو لنقل التكتيك السعودي الجديد أنه يطير بجناحين وهذا بعون الله تعالى ما سيضمن له النجاح.

وألمح الداعية السعودي، أن دعم المملكة القيادة المصرية لأنها تسير في محاولة الإصلاح بين القيادة والمعارضة الإسلامية في مصر، مضيفا أنه لا يعتقد أن رأب الصدع داخل مصر كان غائباً في لقاء الملك سلمان بالرئيس السيسي أو في لقائه بالرئيس التركي أردوغان عند زيارة الرجلين للمملكة في وقت واحد تقريباً.

وأضاف أنه آن الأوان للقيادات الإخوانية الفاعلة في الساحة المصرية حالياً بعد سجن القيادات القوية من الصف الأول، أن تستجيب لهذه الدعوات وأن تعي أن محاولاتها لإسقاط النظام الحالي عبر اختلاق الفوضى قد ثبت فشلها، وأن المتضرر الأكبر منها ليس النظام، بل المواطن المصري الذي يؤثر عليه بشكل مزعج كل سنت ينخفض من قيمة الجنيه الذي يحمله في جيبه، وأن هذا الانخفاض الذي يُنْقِصُ دخلَه كل يوم لن يكون مسؤولاً عنه في نظره سوى من يقومون بإحداث هذه الفوضى والقلاقل التي تزعج أخبارُها كلَّ مصري ساع في طلب لقمة العيش .

واختتم السعيدي حديثه قائلاً: لاشك أن الدعم السعودي والخليجي في هذا المؤتمر وإن كان أقل بكثير من طموح القيادة المصرية إلا أن ثمرته في استقرار سعر الجنيه المصري سيكون أول المستفيدين منها هو المواطن المصري من الطبقة المتوسطة فما دون .وانخفاض الدعم الخليجي عن طموح القيادة المصرية هو إحدى صور التعامل الجديد مع القضايا الحساسة في عهد الملك سلمان الذي يسير في تقديري وفق مدرسة سعودية عريقة بعيدة عن الاندفاع الشديد في حالي الرضى والسخط ، سريعة الخطو والمبادرة في حال استشراف المخاطر.