الشباب وقضايا الأمة

  • 212

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:

يكثر اللغط والنقاش بين الشباب اليوم حول مسائل كبيرة ومصطلحات ضخمة، وقضايا ربما لو عرضت على الرعيل الأول من الصحابة لتوقف فيها كثير منهم ؛ أعنى مسائل التكفير والقتال والقتل  كـ"قتال أهل البغي والطائفة الممتنعة".

وربما كثير ممن يتكلم في هذه المسائل لم يقرأ التفاصيل المتعلقة بضوابطها وشروطها، ولا يعرف الفرق مثلا بين كفر النوع وكفر العين، وأن من وقع في الكفر لا يلزم أن يكون كافرا؛ فهذه مسائل تحتاج إلى دراسة تفصيلية ومعرفة بالأدلة ومراجعة لكلام أهل العلم  حتى نعلم ما هي شروط وضوابط التكفير، والفرق بين كفر النوع وكفر العين، وتكفير العموم وتكفير المعين، ونعرف أيضا من هم أهل البغي، وما هي الضوابط التي تجعلنا نحكم على طائفة معينة بأنهم أهل بغى، ومتى يجوز قتالهم؟ وما الفرق بينهم وبين قطاع الطرق؟ والفرق أيضا بين قتال الطائفة والواحد المقدور عليه منهم، فجواز قتال هذه الطائفة لا يلزم منه جواز قتال الواحد المقدور عليه منهم، ونعرف من هي الطائفة الممتنعة ومتى يطلق هذا الوصف على طائفة من الناس؟
وأيضا ما حكم الواحد المقدور عليه منهم؟ ومتى يجب قتالهم؟ فضلا عن أن نعرف ضوابط الجهاد العامة ومراحله ومراتبه، ومتى يشرع؟ ومتى لا يشرع؟

 فما أحوجنا إلى العلم الذي هو عصمة من الفتن ونجاة من الزلل؛ فهذه تذكرة للخائضين في هذه المسائل بعاطفة واندفاع، بأننا يجب علينا جميعا أن نتعلم ديننا؛ فقد قال صلى الله عليه و سلم : (طلب العلم فريضة على كل مسلم) (حديث حسن)، وقال : (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) (متفق عليه).

 فنسأل الله العلم النافع والعصمة من الفتن!