يوميات تلميذة مضغوطة

إيمان حمودة

  • 71


 

ها قد حل يوم دراسي جديد مليء بالأوامر والانتقادات والكثير من المسئولية، أنا أحب الدراسة ولكن أمي الحبيبة تثقلني بالأعباء التي تجعلني أكره تلك الدراسة، ولا أعرف إن كنت أستطيع تحقيق أحلامها أم أني سأخذلها كما تقول لي دائمًا، فهي تريدني أن أكون أفضل من زيزي ابنة طنط زوزو في كل المواد، حتى لا تشمت بها طنط زوزو، وتريد أن تتباهى بي أمام العائلة، وتريد مني أن أحقق حلمها وأدخل الجامعة التي كانت تتمنى دخولها لكنها لم تستطع، تريد مني أن أكون مثالية في كل شيء، ليرى كل من حولنا أنها أمٌ مثالية.

مهلًا يا أمي الحبيبة، أنت لم تسأليني مرة عن ماذا أحب أن أكون أنا؟ عن طموحاتي وأهدافي أنا، عن قدراتي والمواد التي أحبها والتي لا أحبها؟ أنا أُقدر حقًا مجهوداتكِ من أجلي وأتمنى أن تفخري بي، ولكني أريد أن أشعر أنك تثقين بي وبشخصي، أن تعرفيني جيدًا وتقتربين مني، كم أتمنى كما تقولين لي "ادرسي جيدًا" في كل دقيقة، أن تقولي لي "أحبك وأعلم أنك سوف تنجحين".

يا أمي الحبيبة: لكل منا قدرات وميول تختلف عن غيرنا، أعلم أنكِ تتعبين من أجلي كثيرًا، وأنا أريدكِ أن تفخري بي وبنجاحي وكذلك لا أريد أن أخسر علاقة الابنة بأمها، أريد أن يحيطني حبكِ واهتمامكِ وحنانك وثقتكِ فتلك هي أهم عوامل نجاحي في الحياة.. لأسعد وتسعدين.