كاتب: الإيمان والعمل الصالح هما من يرفعان من قدر العبد ومكانته عند الله

  • 36
الفتح - الإيمان والعمل الصالح

قال وائل رمضان الكاتب والداعية الإسلامي، إن من المعاني العظيمة التي أكّدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرَّرها في حجة الوداع أنَّ التفاضل بين الناس إنما هو بتقوى الله -عز وجل-، لا بأيِّ أمر آخر كما قال الله -عز وجل-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، وعلى قدر تفاوت الناس في التقوى تكون منازلهم عند الله تعالى.

وأوضح الكاتب والداعية الإسلامي في مقال له نشرته الفتح، أن نَسَب الإنسان ومكان إقامته لا يُطهّره ولا يرفع مكانته وقيمته عند الله -تعالى-، وإنما الذي يُطهّره ويزكيه ويعلي مكانته هو الإيمان والعمل الصالح، وهذا الفهم هو منهج الإسلام الصحيح.

وتابع الكاتب: إنَّ الله -تعالى- حين أنْزَلَ: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"، قَامَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ -أوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ؛ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا، يا بَنِي عبدِ مَنَافٍ، لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا، يا عَبَّاسُ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ، لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسولِ اللَّهِ، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَا فَاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِينِي ما شِئْتِ مِن مَالِي، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا".

وأكد رمضان أنه لا يستوي المسلم العامل المجتهد في عمله، وعلمه، وخلقه، ودعوته، وسعيه بالمعروف بين الناس، بذلك المعتزل المعتكف في مكة أو المدينة الذي آثر مجاورة الأماكن المقدسة بالهدوء والدعة على الجهاد في سبيل الدعوة إلى الله، وإصلاح المجتمعات؟!

وأشار رمضان إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُم، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ"؟!

واستطرد أنَّ أرض المسلم التي تُقدّسه وتُعلي مكانته هي تلك الأرض التي يكون فيها أطوع لله ورسوله، ويتمكن فيها من عبادة ربه، ويتمكن فيها من نشر دعوته بين الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.